مدونة المصلي >> أخرى

خطبها الخليفة لابنه فرفض والدها، وزوجها لفقير لا يملك ثلاثة دراهم! اقرأ القصة وتعرف على السبب!

خطبها الخليفة لابنه فرفض والدها، وزوجها لفقير لا يملك ثلاثة دراهم! اقرأ القصة وتعرف على السبب!
2017‏/12‏/20
368

عن ابن أبي وداعة قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟! قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها (يقصد ماتت زوجته). فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها؟ (أي أحضر الدفن والعزاء). قال: ثم أردت أن أقوم، فقال: هل استحدثت امرأة؟ (أي هل تزوجت). فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟! فقال: أنا. فقلت: أوتفعل؟ قال: نعم. ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين ـ أو قال: ثلاثة ـ قال: فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي، واسترحت، وكنت وحدي صائمًا، فقدمت العَشاء لأفطر، وكان خبزًا وزيتًا، فإذا بآت يقرع الباب، فقلت: من هذا؟ قال: سعيد. فتفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب، فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب، فظننت أنه قد بدا له (أي تراجع عن تزويجي). فقلت: يا أبا محمد، ألا أرسلت إلي فآتيك. قال: لأنت أحق أن تؤتى. قلت: فما تأمر؟ قال: إنك كنت رجلًا عزبًا فتزوجت، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك. فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز، فوضعتها في ظل السراج؛ لكي لا تراه، ثم صعدت إلى السطح، فرميت الجيران، فجاءوني، فقالوا: ما شأنك؟ قلت: ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة. فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك؟! قلت: نعم، وها هي في الدار. قال: فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام. قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل الناس، وإذا هي أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج.

قال: فمكثت شهرًا لا يأتيني سعيد ولا آتيه، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدًا وهو في حلقته، فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى انفض أهل المجلس، فلما لم يبق غيري، قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خيرًا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو. قال: إن رابك شيء فالعصا، فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم.

قال عبدالله بن سليمان: وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد بن عبدالملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه، فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد وهو يرفض.

وابن أبي وداعة هذا هو كثير بن المطلب بن أبي وداعة.

ولعل ابن المسيب رفض ابن الخليفة وزوج ابنته من ابن أبي وداعة رغم فقره وقلة يده؛ ذلك لأنه علم أخلاقه ودينه وحرصه على العلم، وكذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف أباه المطلب بن أبي وداعة بأنه رجل كيس، فكأنه وجد فيه الخلق الحسن والدين مع الأصل الطيب فزوجه ابنته.

فقد أسر جده يوم بدر فَقَالَ رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ: «تمسكوا به فإن له ابنًا كيسًا بمكة»، فخرج المطلب ففداه بأربعة آلاف درهم. وهو أول أسير فدي يوم بدر.

المصادر:

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (6/ 325).

معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/1379).

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 1402).

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 168).

سير أعلام النبلاء (4/ 233).

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة