عن أبي إسحاق الحربي أنه قال: كان هشيم بن بشير رجلًا، وكان أبوه صاحب محل لبيع الأسماك، فطلب ابنه هشيم الحديث واشتهاه، وكان أبوه يمنعه.
فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي رحمه الله، وكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم، فقال أبو شيبة: ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا؟ قالوا: عليل. فقال: قوموا بنا حتى نعوده، فقام أهل المجلس جميعًا يعودونه حتى جاؤوا إلى منزل بشير، فدخلوا إلى هشيم، فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناة(إدام يُتخذ من السمك الصغار). فقال: إلحق ابنك، قد جاء القاضي إليه يعوده، فجاء بشير والقاضي في داره فلما خرج قال لابنه: يا بني قد كنت أمنعك من طلب الحديث، فأما اليوم فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي، متى أمَّلْت أنا هذا؟
راجع: المنتظم (9 /89،90).