
خلق الله تعالى الناس واختار منهم الأنبياء، وخلق الأماكن واختار منها المساجد، وخلق الشهور واختار منها رمضان، وخصَّه بخصائص عظيمة، قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} القصص: 68].
📌خصائص شهر رمضان:
🔸شهر رمضان شهر القرآن:
رمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
وهذا يدل على أن رمضان هو شهر القرآن، فينبغي على المسلم أن يكثر من تلاوته وتدبره.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ».. [صحيح البخاري (6)، (1902)، ومسلم (2308)]
🔸ليلة القدر
قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) [القدر:1]. يخبر تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: 3] عن ابن عباس قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين. قال: وتلا هذ الآية: {فلا أقسم بمواقع النجوم}. قال: نزل متفرقا. [المستدرك (3821) وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه]
وقال تعالى: {لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. والمقصود من هذه الخيرية أن العمل الصالح في هذه الليلة أفضل من العمل ألف شهر. ومن قام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
🔸فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ». [صحيح البخاري (3277)، ومسلم (1079)]
وقال رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إذا كانَ أوَّلُ لَيْلةٍ من شَهْرِ رَمَضانَ، صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ وَمَردةُ الجِنِّ، وَغُلِّقتْ أبْوَابُ النّارِ، فلم يُفتحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، فلم يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أقبِلْ، ويَا بَاغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ من النَّارِ، وَذلكَ كُلَّ ليْلةٍ». [(صحيح) سنن الترمذي (689) وابن ماجه (1642)]
وقال رسول الله ﷺ: "أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارك، فرض الله عليكم صيامَه، تفتح فيه أبوابُ السماءِ، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه مرَدة الشياطين، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من أَلفِ شهرٍ، من حُرم خيرها، فقد حرم.» [صحيح الترغيب ()، صحيح الجامع (55)]
عجباً لمن يعلم أن الجنة فوقه موجودة تزخرف وتفتح أبوابها في رمضان ثم لا يشتاق إليها ويسعى لها على الأجفان.
🔸استجابة الدعاء والعتق من النار
في رمضان يُعتق الله تعالى عباده من النار، ويستجيب لدعواتهم.
روى البزار في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّ لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة -يعني في رمضان-، وإنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلّ يومٍ وليلةٍ دعوةً مستجابةً".». [صحيح الترغيب (1002)]
🔸رمضان شهر تكفير الذنوب.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.» [صحيح البخاري (1901)].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. [صحيح مسلم (759)]
ومعنى: «إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا»، أي: مصدقًا بفرضية الصيام، وراغبًا في ثوابه، طيبة نفسه بالصيام، غير كاره لصيامه ولا مستثقل لقيامه، وبعض الناس يصوم ويقوم عادة لأنه رأى الناس يفعلون ذلك، وهذا خطأ، فإنَّه لا تُنال هذه الأجور العظيمة إلا بإِخلاص وابتغاء ثواب الله وجزائه.
🔸 الاعتمار في رمضان
«قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا: مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً». [صحيح البخاري (1782) ومسلم (1256)]
🔸رمضان شهرٌ مبارك، اختاره الله تعالى ليكون شهر الخير والبركات، وخصَّه بخصائص عظيمة تجعله فرصةً ذهبيةً لكل مسلم ليتقرب إلى الله، ويغتنم أوقاته في الطاعات والقربات. فلنجعله شهرًا للتغيير والتجديد في حياتنا.
فهل أنت مستعد لاغتنام هذه الفرصة؟
شاركنا كيف تخطط لاستقبال رمضان هذا العام؟ ما هي العبادات التي تحرص عليها؟ لا تتردد في ترك تعليقك أو مشاركة أفكارك معنا! وشارك الفائدة مع من أحببت.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.