يعد الشيخ آق شمس الدين أو محمد شمس الدين بن حمزة أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية في عهد الدولة العثمانية.
ولد آق شمس الدين في دمشق عام 1389م/791هـ، وحفظ القرآن وهو في السابعة من عمره، ثم انتقل مع عائلته إلى أماسيا الواقعة في شمال تركيا، ودرس في أماسيا وحلب وأنقرة، وكرس حياته للعلم حتى صار من العلماء المشهورين في مجال الطب والفلك وعلم الأحياء والرياضيات والعلوم الإسلامية الشرعية.
وبعد ما أكمل دراسته اتخذ مكانه بين العلماء الكبار، فأصبح أحد كبار علماء عصره، وعمل في المدارس العثمانية لسنين طويلة، فنشأ على يده مئات الطلاب من المبدعين.
بدأت شهرته تزداد بعدما أصبح مدرسًا للسلطان محمد الفاتح؛ حيث بقي قائمًا على تدريسه حتى بلغ أشده؛ لذلك كان له تأثير كبير في توجهات محمد الفاتح العلمية والعسكرية.
كما اشتهر الشيخ آق شمس الدين في علم النبات، فكان له الكثير من البحوث فيما يخص علم النبات والصيدلة، واهتم أيضا بالأمراض النفسية، وكان له بصمة بارزة في مجالات الطب والأمراض المعدية حيث ألف كتابًا في ذلك بعنوان "مادة الحياة" وأخطر نص علمي له ورد في هذا الكتاب هو:(من الخطأ تصور أن الأمراض تظهر على الأشخاص تلقائيًا، فالأمراض تنتقل من شخص إلى آخر بطريقة العدوى، وهذه العدوى صغيرة ودقيقة إلى درجة عدم القدرة على رؤيتها بالعين المجردة، لكن هذا يحدث بواسطة بذور حية).
وهذا النص يدل دلالة واضحة أن الشيخ آق شمس الدين هو أول من وضع تعريفًا للميكروب في القرن الخامس عشر؛ حيث لم يكن قد ظهر الميكروسكوب (المجهر) بعد، ليأتي بعد ذلك بأربعة قرون العالم الفرنسي لويس باستير ليصل لنفس النتيجة.
من أشهر مؤلفاته كتابان في الطب هما: (مادة الحياة) و(كتاب الطب)، وهما باللغة العثمانية القديمة، وسبع كتب باللغة العربية من أهمها: (حل المشكلات) و(الرسالة النورية) و(رسالة في ذكر الله).
وقد عاد الشيخ آق شمس الدين بعد ست سنوات من فتح القسطنطينية إلى موطنه كونياك بعد أن أحس بالحاجة إلى ذلك، رغم إصرار السلطان على بقائه في إسطنبول فمات عند وصوله عام (863 هـــ/ 1459م).
المصادر والمراجع:
روائع من التاريخ العثماني، لأورخان محمد علي.
الدولة العثمانية، لعلي الصلابي.