عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ». سنن النسائي (5/226)، سنن الترمذي (877)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6756).
قد أمسك المستشرقون بتلابيب هذا الحديث ليثبتوا من خلاله خطأ معتقدات المسلمين وفساد أفكارهم، فأرسلوا المستشرق (ريتشارد فرانسيس برتون) أحد علماء الجمعية البريطانية التابعة لجامعة كمبردج إلى المغرب بعد أن أتقن العربية في بلاده، ومن المغرب انتقل إلى مصر متنكرًا في زي رجل مغربي للحج مع حجاجها، ولما دخل الكعبة مع الداخلين إليها انتهز غفلة حراسها، ولم تكن الحراسة شديدة كما هي في ذلك الوقت، قام بكسر قطعة من الحجر الأسود وذهب بها إلى جدة.
واحتفل به سفير بريطانيا في السعودية احتفال الأبطال المظفرين، ففي نظرهم أنه قد أتى بالدليل على بطلان كلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: بأن الحجر الأسود من الجنة (السماء).
ولما وصل إلى بريطانيا قام بتحليل الحجر فثبت له من الحقائق ما أدهشه وجعله يسقط مغشيًا عليه، ومن هذه الحقائق أنه: من نوع فريد من نيازك السماء وليس فيه أي مكون من مكونات الأرض.
وقد كتب المستشرق ريتشارد برتون سنة ١٨٥٦م كتابًا من جزئين من أجمل الكتب، ذكر فيه هذه الحقائق وغيرها الكثير وسماه (رحلة إلى مكة).
وقد أختلف في إسلامه، ففي حين يرى الدكتور زغلول النجار والدكتور غانم السعيد دكتور اللغة العربية بجامعة الأزهر إعلان ريتشارد إسلامه، يرى البعض الآخر أنه لم يسلم فخير الدين الزركلي في موسوعته لم يذكر ه خبر إسلامه، وكذا قال عنه الكاتب راشد رستم، في الأهرام 19 / 8 / 1953م: (لم يعتنق بورتن الإسلام، ولم يقل إنه غير مسلم، ولكنه ادعى أنه ولد مسلمًا من أب عجمي وأم عربية، معتمدًا في ذلك على سحنته ولهجته). ثم يقول أن زوجته وضعت كتابًا عن حياته.
وهنا نقطة عجيبة فقد جاء في الموسوعة البريطانية أن زوجته إيزابيل الكاثوليكية المخلصة! بعد وفاته أحرقت نتاج 40 سنة من يومياته ومقالاته! ثم بعد ذلك تؤلف كتابًا عن حياته، فلا شك أنها كانت تريد إخفاء شيء عن زوجها.
المصادر والمراجع:
الأعلام للزركلي (3/ 38).
الموسوعة البريطانية (موسوعة بريتانيكا).
منصة البيانات المفتوحة من المكتبة الوطنية الفرنسية.