مدونة المصلي >> أخرى

ابتسم مع أبو علقمة النحوي!

ابتسم مع أبو علقمة النحوي!
2017‏/09‏/29
19

كَانَ أَبُو عَلْقَمَة النَّحْوِيّ يتقعر فِي كَلَامه، فمر يَوْمًا على عَبْدَيْنِ حبشِي وصقلبي، فَإِذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأَرْض؛ فَأدْخل رُكْبَتَيْهِ فِي بَطْنه وأصابعه فِي عَيْنَيْهِ وعض أُذُنَيْهِ وضربه بعصا فَشَجَّهُ وأسال دَمه، فَقَالَ الصقلبي لأبي عَلْقَمَة: اشْهَدْ لي، فَمَضَوْا إِلَى الْأَمِير، فَقَالَ لَهُ الْأَمِير: بِمَ تشهد؟ فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير! بَينا أَنا أَسِير على كودني، إِذْ مَرَرْت بِهَذَيْنِ الْعَبْدَيْنِ، فَرَأَيْت هَذَا الأسحم قد مَال على هَذَا الأبقع، فحطأه على فدفد، ثمَّ ضغطه برضفتيه فِي أحشائه، وَجعل يلج بشناتره فِي حجمتيه، يكَاد يفقؤهما؛ وَقبض على صنارتيه، وَكَاد يحذهما، ثمَّ علاهُ بمنسأة كَانَت مَعَه فعفجه بهَا.

فَقَالَ الْأَمِير: وَالله مَا فهمت مِمَّا قلت شَيْئًا، فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة: قد فهمناك إِن فهمت، وأعلمناك إِن علمت، وَأديت إِلَيْك مَا علمت، وَمَا أقدر أَن أَتكَلّم بِالْفَارِسِيَّةِ.

فجهد الْأَمِير فِي كشف الْكَلَام حَتَّى ضَاقَ صَدره، ثمَّ كشف الْأَمِير رَأسه، وَقَالَ للصقلبي: شجني خمْسًا وأعفني من شَهَادَة هَذَا.

انظر: بغية الوعاة للسيوطي (2/ 139).

صقلبي: وهو الرجل الأبيض، وقيل الأحمر.

كودني: الكودن هو الفرس الهجين، أي: بينما أنا أسير على فرسي الهجين.

الأسحم: أي أسود الوجه.

الأبقع: أي فيه سواد وبياض، وقيل: الأبرص.

فحطأه: أي ضربه وصرعه، يقال: حَطَأْتُ الرَّجل حَطْأً إِذا صَرَعْتَه.

فدفد: أي أرض واسعة لا ماء فيها ولا شيء.

برضفتيه: الرضفة هي عظمة رأس الركبة.

بشناتره فِي حجمتيه: أي بأصابعه في حدقتي عينيه.

صنارتيه: أي أذنيه بلغة أهل اليمن.

يحذهما: أي يقطعهما.

فعجفه: عَفَجَه بالعصا أي ضَرَبَهُ بها في ظَهْرهِ أَو رأْسِهِ.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة