أول من أحدث المئذنة (المنارة) عمر بن عبدالعزيز في عمارة الوليد بن عبد الملك للمسجد النبوي الشريف، فجعل في كل ركن من أركان المسجد مئذنة.
قال كثير بن حفص: وكانت إحدى المنارات الأربع مطلة على بيت مروان بن الحكم، (وهو منزل بني أمية عندما يأتون إلى المدينة ينزلون فيه.
فلما حج سليمان بن عبد الملك، أذن المؤذن، فأطل عليه، فأمر سليمان بهدم هذه المئذنة، فهدمت حتى سويت بظهر المسجد.
وظل المسجد النبوي الشريف بالمنارات الثلاث، وحدد ابن زبالة طول كل منارة إذ يقول:
طول المنارة الجنوبية الشرقية خمسة وخمسون ذراعًا(27.5م).
طول المنارة الشمالية الشرقية خمسة وخمسون ذراعًا(27.5م).
طول المنارة الشمالية الغربية ثلاثة وخمسون ذراعًا(26.5م).
كذلك حدد لنا عرض المنارات، فقال: بأن عرض كل منارة ثمانية أذرع في ثمانية أذرع (4م×4م).
وظلت هذه المنارات الثلاث حتى عام 580هـ/1184م عند زيارة ابن جبير للمدينة المنورة، حيث وصفها بقوله: "وللمسجد النبوي ثلاث صوامع، إحداها في الركن الشرقي على هيئة صومعة والاثنتان في ركني الجهة الجوفية صغيرتان، كأنهما على هيئة برجين.