عن أبي حازم، قال: كنت خلف أبي هريرة، وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: «تبلغ الحلية من المؤمن، حيث يبلغ الوضوء».
صحيح مسلم (250).
قوله: (لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء )، وإنما أراد أبو هريرة رضي الله عنه بكلامه هذا أنه لا ينبغي لمن يُقتدى به إذا ترخص في أمر لضرورة, أن يفعله أمام عامة الناس, لئلا يترخصوا برخصته لغير ضرورة, أو يعتقدوا أن ما فعله هو الفرض اللازم.
(تبلغ الحلية) أراد بها النور يوم القيامة، أي يبلغ النور من المؤمن يوم القيامة ما يبلغ الوضوء، فكلما أحسن المؤمن الوضوء، زاد نوره يوم القيامة.