بخاخ الربو عبارة عن مواد علاجية في هيئة غازية، تذهب إلى الجهاز التنفسي، لكن هناك جزء يسير جداً من هذه المواد قد يذهب إلى المعدة.
وقد اختلف المعاصرون من أهل العلم الذين بحثوا هذه المسألة، فذهب أكثر أهل العلم من المعاصرين إلى أن الصائم لا يفطر عند تعاطيه لهذه المادة أو الغاز وهو صائم.
ودليلهم في هذا أن الأصل صحة الصيام ولا يترك هذا الأصل وهذا اليقين إلا بيقين مثله، ووصول شيء من هذا الرذاذ وهذه المادة إلى المعدة أمر مشكوك فيه؛ لأن الأصل أن هذه المادة تذهب إلى الجهاز التنفسي، فوصول شيء منها إلى المعدة هذا أمر مشكوك فيه، واليقين لا يزول بالشك.
وقالوا على فرض أن جزءًا من هذه المادة وصل إلى المعدة فإنه قدر يسير يعفى عنه ولا يحصل الفطر به قياساً على أمرين:
الأول: ما يبقى بعد المضمضة، فإن الأطباء وأهل العلم يقولون إن الإنسان إذا تمضمض وهو صائم، فإنه يصل إلى معدته من الماء قدر أكثر مما يصل إلى المعدة إذا استنشق هذا البخاخ.
القياس الثاني: السواك فإن هذا السواك أثناء الاستياك به تتحلل أجزاء منه، ثم تذهب مع اللعاب إلى المعدة، فإذا لم يحصل الفطر بهذه الأجزاء التي تتحلل، فإنه لا يحصل بما هو أقل منه، وهو ما يكون من أثر بعد تعاطي بخاخ الربو.
وعليه فإن الصائم لا يفطر عند تعاطيه لهذه المادة أو الغاز وهو صائم.