حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> عشر ذي الحجة

التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق

التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق
2025‏/05‏/26
41٬631

فضل التكبير في العشر وأيام التشريق

في كل عام، تهبّ على الأمة نفحاتٌ ربانية مباركة، تُذكّر الغافلين، وتستنهض الهمم، يتسابق فيها المؤمنون في ميادين الطاعة. منها عشر ذي الحجة وأيام التشريق؛ ومن أعظم شعائر هذه الأيام المباركة: التكبير، تلك الكلمة العظيمة التي تعلن الولاء لله، وتعظّمه في القلوب، وتُحيي سنةً نبوية أُهملت في مجامع المسلمين.

📌 أولًا: فضل التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق

أيام عظيمة أقسم الله بها، فقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)﴾ [الفجر: :2] «والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة». [تفسير ابن كثير (7/ 554)]

وقال تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28] قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات: أيام العشر». 

وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203] «قال ابن عباس: الأيام المعدودات أيام التشريق، والأيام المعلومات أيام العشر. وقال عكرمة: يعني: التكبير أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات: الله أكبر الله أكبر.». [تفسير ابن كثير (2/ 124)]

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قال: قال رَسولُ اللهِ ﷺ: "مَا من أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى اللهِ من هذِهِ الأيَّامِ العَشْرِ". فقالُوا: يَا رسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ فقال رَسولُ اللهِ ﷺ: "‌وَلا ‌الجهَادُ ‌في ‌سَبيلِ ‌الله، ‌إلَّا ‌رَجُلٌ ‌خَرجَ ‌بِنَفْسهِ ‌وَمَالهِ، ‌فلم ‌يَرْجِعْ ‌من ‌ذلكَ ‌بِشَيْءٍ». [صحيح البخاري (969) وأبو داود (2438)، والترمذي (767) واللفظ له وابن ماجه (1727)].

العمل الصالح فيها أحب إلى الله وأعظم أجرًا

 قال ﷺ: «ما مِن عَمَلٍ أَزْكَى عندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ ولا أَعْظَمَ أَجْراً مِن خَيْرٍ يَعْمَلُهُ في عَشْرِ الأضْحَى».. وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه. [رواه الدارمي (1815) بإسناد صحيحٍ]

ذكر الله بالتكبير والتهليل:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ». [صحيح مسلم (1144)]

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، ‌فَأَكْثِرُوا ‌فِيهِنَّ ‌مِنَ ‌التَّهْلِيلِ ‌وَالتَّكْبِيرِ ‌وَالتَّحْمِيدِ». [مسند أحمد (6154)، (5446) وقال محققوه حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف]

وكانَ ابنُ عُمَرَ وأبو هُريرَةَ: يَخرُجانِ إلى السُّوقِ في أيامِ العَشْرِ يُكبِّرانِ، ويُكَبِّرُ الناسُ بتكبيرِهِما، وكانَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ يُكَبِّرُ في قُبَّتِهِ بمنًى فيَسْمَعُهُ أهلُ المسجدِ، فيُكبِّرُونَ ويُكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تكبيراً، وكانَ ابنُ عُمَرَ يُكبِّرُ بمنًى تلكَ الأيَّامَ، وخَلْفَ الصلواتِ، وعلى فِراشِهِ، وفي فُسْطَاطِهِ، ومَجْلِسِهِ، ومَمْشَاهُ، تلكَ الأيامَ جميعاً، وكانت مَيْمُونَةُ تُكبِّرُ يومَ النَّحْرِ. رواه البخاري معلقا.

 

ثانيًا: وقت التكبير

  ينقسم إلى قسمين:

1. التكبير المطلق:

وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائماً، في الصباح والمساء، وفي كل وقت. ويبدأ من أول ليلة من ذي الحجة (أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة) إلى غروب شمس آخر أيام التشريق (13 ذو الحجة).

يُسن في البيوت، والمساجد، والأسواق، وعلى الطرقات.

يرفع فيه الصوت – للرجال – إحياءً للسنة، وتذكيرًا للغافلين.

ومن الخطأ الذي يقع فيه العامة والخاصة ترك هذه العبادة في هذه الأيام.

 

2. التكبير المقيَّد:

وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات المفروضة. يُقال عقب كل صلاة مكتوبة، سواء صلاها منفردًا أو في جماعة.

يبدأ من فجر يوم عرفة (9 ذو الحجة)، ويستمر حتى عصر آخر أيام التشريق (13 ذو الحجة).

إذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " بدأ بالتكبير.

هذا لغير الحاج، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر.

 

ثالثًا: صفة التكبير

لم يثبت عن النبي ﷺ صيغة معينة، وإنما ثبت عن صحابته رضوان الله عليهم عدة صيغ - والأمر واسع - منها:

‌صيغ ‌التكبير:

  1. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. رواه ابن أبي شيبة بإسناد صححه الألباني عن ابن مسعود.
  2. الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. [عن ابن مسعود وابن عباس بسند صحيح]
  3. الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا.  [رواه عبد الرازق بسند صحيح عن سلمان]
  4. الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا. [رواه البيهقي، وصحح إسناده الألباني عن ابن عباس]

 

رابعًا: سنّةٌ مهجورة، وأجورٌ مفقودة

التكبير من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها، خصوصًا في عشر ذي الحجة، «في مجامع الناس تعليمًا لهم، ودعوة، وتذكيرًا؛ فإن من احتسب وخرج يكبر في مجامع الناس، في الأسواق، وأماكن العمل، والأماكن العامة، وغير ذلك، فإن له أجور مَنِ اقتدوْا به، وقد يفوق بعمله هذا عمل من يقوم الليل، ويصوم النهار؛ لأن عمله هذا من الأعمال المتعدية، التي يتعدى نفعها إلى المسلمين، ومن الدعوة إلى الله، ونشر الخير.». [مراقي العزة ومقومات السعادة (ص573)]

اغتنم هذه الأيام العظيمة، وحرِّك لسانك بالتكبير، فإنها عبادةٌ لا تكلِّفك مالًا ولا جهدًا، ولكنها ترفعك درجات، وتغرس في قلبك حب الله وتعظيمه. أحيِ هذه السنّة الغالية في بيتك، ومسجدك، وحيّك.

🔊 شارك معنا بتطبيق المصلي في مبادرة (10 مليون تكبيرة) وعش معنا أجمل لحظات يومك مع طاعة الله، تطبيق المصلي صحبة إيمانية تأخذ بيدك إلى الجنة

 مبادرة (10 مليون تكبيرة وتهليلة وتحميدة) اضغط هنا الآن

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

بحث

الأكثر تداولاً

مقالات متعلقة

2025‏/05‏/12
33٬695

فضلُ إجابة المؤذِّن وسنن سماع النداء

سماع الأذان فرصة عظيمة تتوالى فيها الحسنات، وتُفتح فيها أبواب الجنة، ويُمحى بها الذنب، وتُرجى بها الشفاعة

2025‏/05‏/21
31٬891

الحسنى وزيادة.. أعظم نعيم للمحسنين

🤲 اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ.

2025‏/05‏/21
37٬753

🌿 كيف ننال الحسنى والزيادة؟

الحسنى هي الجنة وأعلى ما في الجنة رؤية الله عز وجل، ‌وأشرف ‌أعمال الدنيا ‌هاتان ‌الصلاتان، فالمحافظة عليهما يرجى بها دخول الجنة ورؤية الله عز وجل.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software