
يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان، إذا حال دون رؤية الهلال ليلة الثلاثين غيم أو غبار أو نحو ذلك، وسمي يوم الشك، لأنه مشكوك فيه، هل هو آخر يوم من شعبان أو أول يوم من رمضان.
- اتفق العلماء على أنه إذا رُؤي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان وجب الصوم، وعلى أنه إذا لم يُرى الهلال ليلة الثلاثين وكان صحواً لم يجب الصوم.
وإذا لم يُرى الهلال ليلة الثلاثين مع وجود غيم أو غبار أو نحو ذلك، فهذا هو موضع الخلاف.
حكم صوم يوم الشك
يحرم صوم يوم الشك خوفا من أن يكون من رمضان، أو احتياطا، وهذا مذهب: المالكية، والشافعية، ورواية عن أحمد، وهو قول طائفة من السلف، واختاره الجصاص، وابن حزم، وابن عبد البر، وابن عثيمين.
الأدلة من الكتاب
قال تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]
وهذا لم يَشهَدِ الشَّهرَ، وصامه؛ فهو متعدٍّ لحدودِ الله عز وجلَّ.
قال الجصاص: «يدل على النهي عن صيام يوم الشك من رمضان لأن الشاك غير شاهد للشهر إذ هو غير عالم به فغير جائز له أن يصومه عن رمضان». [أحكام القرآن (1/ 255)]
الأدلة من السنة:
💥عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم.». [صحيح البخاري (1914)، ومسلم (1082)]
فلا يجوز أن يستقبل رمضان بصيام يوم أو يومين على نية الاحتياط لرمضان.
💥 عن صِلَة بن زُفَرَ، قال: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بن يَاسِرٍ، فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْليَّةٍ، فقال: كُلُوا: فَتَنَحَّى بَعْضُ القَوْمِ، فقال: إنِّي صَائمٌ. فقال عَمَّارٌ: من صَامَ اليَوْمَ الّذِي يُشَكُّ فيهِ، فقد عَصَى أبا القَاسمِ». [(صحيح) سنن الترمذي (686) وقال حديث عمار حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ، ورواه أبو داود (2334)، وابن ماجه (1645)، والنسائي 4/ 153]
قال الحافظ ابن حجر: «استدل به على تحريم صوم يوم الشك؛ لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه، فيكون من قبيل المرفوع.». [فتح الباري لابن حجر (4/ 120)]
💥 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ.». [صحيح البخاري (1907)، ومسلم (1080)]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: فقوله: «أكملوا العدة ثلاثين» أمر، والأصل في الأمر الوجوب، فإذا وجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً حرم صوم يوم الشك. [الشرح الممتع (6/ 306)]
وقال بعد ذكر الخلاف في حكم صوم يوم الشك: «وأصح هذه الأقوال هو التحريم». [الشرح الممتع (6/ 307)] ويومُ الشَّكِّ عنده هو يومُ الثلاثين من شعبان إن كان في السَّماءِ ما يمنَعُ من رؤيةِ الهلالِ.
قال ابنُ حزم: «ولا يجوز صوم يوم الشك الذي من آخر شعبان، ولا صيام اليوم الذي قبل يوم الشك المذكور إلا من صادف يوما كان يصومه فيصومهما حينئذ للوجه الذي كان يصومهما له لا لأنه يوم شك ولا خوفا من أن يكون من رمضان». [المحلى بالآثار (4/ 444)]
🔄 ساهم بنشر الفائدة، لعلها تصل لمن يحتاجها، وتكون سببًا في تصحيح الفهم حول هذه المسألة.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.