
يجب على المسلم أن يحافظ على أداء الصلاة في وقتها، قال تعالى وهو يمدح المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9].
لكن قد يحصل للإنسان عذر وتفوته صلاة، فإذا حصل فإن عليه أن يقضيها فور تذكرها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ نَسِيَ صَلاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا ) صحيح مسلم (1103)
وقد شاع عند الناس أن الإنسان إذا فاته فرض فإنه يقضيه مع الفرض الموافق له من اليوم الثاني، فمثلاً لو أنه لم يصل الفجر يوماً فإنه لا يصليه إلا مع الفجر في اليوم الثاني، وهذا غلط وهو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم القولي والفعلي:
أما القولي :
فقد ثبت عنه أنه قال : (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها) ولم يَقل فليصلها من اليوم الثاني إذا جاء وقتها ، بل قال : ( فليصلها إذا ذكرها ).
وأما الفعلي:
فحين فاتته الصلوات في يوم من أيام الخندق صلاها قبل الصلاة الحاضرة فدل هذا على أن الإنسان يصلي الفائتة ثم يصلي الحاضرة، لكن لو نسي فقدَّم الحاضرة على الفائتة أو كان جاهلاً لا يعلم فإنَّ صلاته صحيحة لأن هذا عذر له " . انظر فتاوى الشيخ ابن عثيمين ج/12 ص/222
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ ..َ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالًا فَأَقَامَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ فَصَلاهَا ثُمَّ أَقَامَ لِلْعَصْرِ فَصَلاهَا ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ..) صحيح النسائي(638)
ويدل فعله صلى الله عليه وسلم على وجوب ترتيب الصلوات الفائتة.
أما إذا لم يتبقَّ من وقت الصلاة الحالية إلا ما يكفي لأدائها فقط، فيبدأ بالصلاة الحالية ثم التي قبلها.
شارك الفائدة مع أحبابك وساهم في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن قضاء الصلوات الفائتة.