وقت صلاة الضحى:
يبدأ وقت صلاة الضحى من شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح (أي بعد شروق الشمس بربع ساعة أو 20 دقيقة) وحتى قبيل زوال الشمس أي قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق تقريبًا، يكون كل هذا الوقت لصلاة الضحى، وخلال هذا الوقت وردت أحاديث عن النبي ﷺ تميز بعض أجزاء من هذا الوقت، فقال ﷺ عن منتصف هذا الوقت وهو وقت اشتداد الشمس: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ». [صحيح مسلم (748)]. أي صلاة الضحى في هذا الوقت، وهو منتصف الوقت تقريبًا بين شروق الشمس وبين أذان الظهر والذي ترمض فيه النوق الصغيرة وتهرب من الحر بسبب شدته، هو أفضل وقت لصلاتها وهي صلاة الأوابين.
فضل صلاة الضحى:
ووردت أحاديث كثيرة عن فضل صلاة الضحى وعدد ركعاتها، قال ﷺ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» [مسلم (720)]
وعن معاذة أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟ قَالَتْ: «أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ». [مسلم (719)].
وعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «قَالَ اللهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ، لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، أَكْفِكَ آخِرَهُ». [(صحيح) المسند 22469]
«قال الطيبي أي أكفك شغلك وحوائجك وأدفع عنك ما تكرهه بعد صلاتك إلى آخر النهار والمعنى أفرغ بالك بعبادتي في أول النهار أفرغ بالك في آخره بقضاء حوائجك». [تحفة الأحوذي (2/ 478)]
وَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ رَكَعَاتٍ». [(صحيح) صحيح الجامع 4960)]
وعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا، وَقَبْلَ الْأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». [(حسن) الأوسط للطبراني 4753 وصحيح الجامع (6340)]. و[الصحيحة (5/ 461) وقال: والمراد بـ (الأولى) صلاة الظهر فيما يبدو لي. والله أعلم]
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ تَقُولُ: «لَوْ نُشِرَ لِي أَبَوَايَ مَا تَرَكْتُهُا». [موطأ مالك (405)]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ؛ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ». [البخاري (1178) ومسلم (721)]
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «أَوْصَانِي حَبِيبِي ﷺ بِثَلَاثٍ لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ». [مسلم (722)]
وعن عن أبي أُمامةَ، أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: "مَن خرج من بيتِه مُتطهراً إلى صلاةٍ مكتوبةٍ فأجرُه كأجر الحاجِّ المُحرِم، ومَن خرجَ إلى تسبيح الضحى لا يُنصِبُه إلا إياه فأجرُه كأجر المُعتَمِر، وصلاةٌ على إثْرِ صلاةٍ لا لَغْوَ بينهما كتاب في عِلِّيِّينَ"». [(حسن) سنن أبي داود (558)].
صلاة الإشراق:
وعن أنسٍ، قال: قال رسول الله ﷺ: «من صلَّى الفجر في جماعةٍ، ثم قعدَ يذكرُ الله حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتين، كانت له كأجْرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ». قال: قال رسولُ الله ﷺ: «تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ». [(حسن) سنن الترمذي (593) وقال هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ».].
هذا الحديث يوضح لنا حالة معينة لها فضل معين، وهو صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس في المصلى مع ملازمة ذكر الله حتى تشرق الشمس، ثم يصلي صلاة الإشراق بعد ربع ساعة من شروق الشمس، فإنه يُرجى له هذا الثواب.
والعلماء متفقون على أن هذه الصلاة تجزئ عن صلاة الضحى؛ لأنها داخلة في وقت صلاة الضحى، فمن صلى هاتان الركعتان يصدق عليه أنه صل صلاة الضحى، وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صلاة الإشراق وصلاة الضحى فأجاب : "سنة الإشراق هي سنة الضحى، لكن إن أديتها مبكرًا من حين أشرقت الشمس وارتفعت قيد رمح فهي صلاة الإشراق، وإن كان في آخر الوقت أو في وسط الوقت فإنها صلاة الضحى، لكنها هي صلاة الضحى؛ لأن أهل العلم رحمهم الله يقولون: إن وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (141/24) .
وجاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (27 / 221 - 222):
بتتبع ظاهر أقوال الفقهاء والمحدثين يتبين: أن صلاة الضحى وصلاة الإشراق: واحدة؛ إذ كلهم ذكروا وقتها من بعد الطلوع إلى الزوال، ولم يفصلوا بينهما.
وقيل: إن صلاة الإشراق غير صلاة الضحى، وعليه: فوقت صلاة الإشراق بعد طلوع الشمس، عند زوال وقت الكراهة " انتهى.
وهذا الحديث الوارد في فضل صلاة الإشراق اختلف العلماء في تصحيحه أو تحسينه أو تضعيفه، على أن من يقول بتضعيف الحديث لا ينفي صحة هذه الصلاة وإنما ينفي الفضل المترتب عليها فقط.
وبناءً على ما سبق جعلنا لكم في تطبيق المصلي تنبيه لصلاة الضحى في أفضل وقتها، وهو وقت اشتداد الشمس (حين ترمض الفصال)، كما جعلنا لكم تنبيهًا لصلاة الإشراق، وذلك لمن أراد تحصيل هذا الفضل العظيم وحقق أحواله من صلاة الفجر جماعة والمكث في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم الصلاة بعد ربع الساعة أي بعد ارتفاع الشمس وزوال وقت النهي عن الصلاة.
وقد جعلنا إمكانية التحكم في هذه الإعدادات، عبر الضغط على أيقونة الإعدادات، ثم الضغط على (النوافل) ومن ثم اختيار تفعيل أو عدم تفعيل (صلاة الإشراق – صلاة الضحى) أحدهما أو كلاهما، بما يناسب حالة كل مستخدم، حيث جعلنا إمكانية ضبط كل نافلة بالوقت الذي يحدده المستخدم، كما هو موضح بالصور التالية:
وأخيرًا نؤكد أحبابنا الكرام أننا أخذنا بتحسين هذا الحديث، ونعلم أن هناك من العلماء من ضغفه، فمن أخذ برأي العلماء الذين قالوا بتضعيف الحديث، عليه بإلغاء تفعيل تنبيه صلاة الإشراق، ويفعل صلاة الضحى في الوقت الذي يناسبه، ومن أخذ بتحسينه فله تفعيل التنبيه، وإن صلاة الإشراق في وقتها فإنها تجزئ عن صلاة الضحى (فهي تعتبر صلاة الضحى في أول وقتها) وله أيضًا أن يصلي بعد ذلك الضحى في أفضل وقتها وهي وقت اشتداد الشمس.
وفي كل الأحوال فوقت صلاة الضحى من بعد شروق الشمس بربع ساعة وحى قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق تقريبًا، فمن صلى في هذا الوقت صلاة الضحى فقد استن بهدي النبي ﷺ وكان له فضل عظيم كما ذكرنا في الأحاديث السابقة.
شاركوا الفائدة مع أحبابكم ودلوهم على هذا الخير العظيم.