الموعظة الأولى: إفراد الله تعالى بالعبادة:
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13]، وقال تعالى في آية بعدها: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان:16]؛ فهاتان الآيتان مُتعلِّقتان بتوحيد الله تعالى وانفراده بالربوبية والألوهية، والآية الثانية منهما تخبر عن سعة علمه سبحانه وتمام إحاطته وكمال قدرته، وأنه سبحانه مُطَّلع على كل شيء -مهما صَغُرَ- في البواطن والأسرار وخفايا الصحاري والبحار.
الموعظة الثانية: أن يكون المرء صالحًا في نفسه مُصلحًا لغيره:
قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:17]؛ حيث أوصى لقمان ابنه بأن يكون صالحًا في نفسه؛ وذلك بعبادة الله -وعلى رأسها الصلاة-، وأن يكون مُصلِحًا لغيره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يصبر على ما يناله من أذى الناس؛ وهذا الصبر يُعدُّ جزءًا من مهمة الدعوة والإصلاح؛ لأن الذي لا يصبر على أذى الناس لن يستطيع دعوتهم أو السعي في إصلاحهم ونصيحتهم.
الموعظة الثالثة: تجنُّب الاستكبار على الخَلْق:
قال تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان:18، 19]؛ حيث أوصى لقمان ابنه بألَّا يصرف وجهه عن الناس عابسًا في وجوههم تكبُّرًا وتعاظُمًا عليهم، وأن يمشي مٌتواضعًا مُستكينًا لا مُتفاخرًا بالنِّعَم ناسيًا المُنعِم سبحانه، وأن يَخفِضَ صوته أدبًا مع الناس.
إن هذه المواعظ والوصايا قد جَمَعَت أُمَّهات الحِكَم والقِيَم، وهي بمثابة قواعد إيمانية واجتماعية عظيمة تُصلح ما بين المسلم وبين ربه سبحانه، وما بين المسلم وبين الناس؛ فيفوز بخَيرَي الدنيا والآخرة.
شارك تلك الفائدة مع أحبابك؛ فإن الدال على الخير كفاعله
المصادر:
تفسير السعدي