أحباب المصلي الكرام، ها هو شهر رجب قد أهل علينا، وجعلنا نستشعر إيمانيات رمضان، ولم يكن استعداد السَّلَف الصالح -رحمهم الله- لاستقبال شهر رمضان المبارك في شهر شعبان فحسب، بل كانوا يستعدّون لشهر رمضان في شهر رجب أيضًا، حيث كان بعضهم يقول: "رجب شهر الغَرْس، وشعبان شهر السَّقي، ورمضان شهر جَنْي الثمار، فإذا أردت جَنْي الثمار في رمضان؛ فلا بدّ من الغَرْس في رجب، وسَقْي ذلك الغرس في شعبان".
وقد شبه بعض السلف العام بالشجرة، والشهور بالفروع، والأيّام بالأغصان، والساعات بالأوراق، وأنفاس العبد بالثمار، وبيّن أنّ شهر رجب أيّام توريقها، وشعبان أيّام تفريعها، ورمضان أيّام قَطفها؛ ولذلك ينبغي الاستعداد بغَرْس الأعمال الصالحة في رجب، والاستمرار والمواظبة عليها في شهر شعبان؛ لقَطْف الثمار، والشعور بلَذّة العبادة في رمضان.
ولأجل هذا سنبدأ معكم هذه الرحلة الإيمانية بإذن الله وحتى رمضان، حيث سنغرس بذور الطاعات في رجب ونسقيها في شعبان لنستشعر لذتها في رمضان، ومن أفضل الأعمال تدبر كتاب الله وفهم معانيه، ومعايشة معاني الأذكار ومقاصدها وفضائلها، فيكون لذكر الله معنى جميل تعيشه عن غير ذي قبل، وإنما سيكون لكل ذكر تردده معنى حاضر في قلبك، وأيضًا الدعاء، الحبل الموصول بينك وبين ربك في كل وقت، فكيف في رمضان، فإذا أردت أن يخرج الدعاء من قلبك وليس من لسانك فقط، فعش معنا هذه الفوائد المتتالية في رجب وشعبان لشرح أدعية الكتاب والسنة بإذن الله.
سيكون استعدادًا لرمضان هذا العام بإذن الله معكم جمهور المصلي العزيز مختلف عن سابقه، حيث سنعيش مع ثلاث سلاسل إيمانية:
- سلسلة تدبرات إيمانية لكتاب الله
- سلسلة فهم معاني الأذكار
- سلسلة شرح الدعاء
فانتظرونا قريبًا بإذن الله عبر نافذة الفوائد، حيث سنقوم بإضافة مقالات لهذه السلاسل تباعًا وحتى رمضان بإذن الله
شاركوا الفائدة مع أحبابكم، واستعدوا سويًا للفوز بنفحات رمضان بإذن الله.