كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحلم الناس، وأسخى الناس، وأعطف الناس. وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله. وكان أشد حياء من العذراء في خدرها. وكان يجيب دعوة المملوك، ويعود المرضى، ويمشي وحده، ويردف خلفه، ويقبل الهدية، ويأكلها، ويكافئ عليها، ولا يأكل الصدقة، ولا يجد من الدقل (التمر) ما يملأ بطنه، ولم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام تباعاً
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم حباً جماً، ويعظمونه تعظيماً كبيراً، قلَّ نظيرهما وندر وجودهما، حتى شَهِد لهم بذلك الأعداء قبل الأولياء، ولقد عَبَّروا رضوان الله عليهم عن هذا الحب العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم بأشكال مختلفة وصور متنوعة.
إن ابن آدم في الدنيا لا بد له من أهل يعاشرهم، ومال يعيش به، فهذان صاحبان يفارقانه ويفارقهما، فالسعيد من اتخذ من ذلك ما يعينه على سفر الآخرة، فيأخذ من المال ما يبلغ به إلى الآخرة، ويتخذ زوجة صالحة تعينه على إيمانه، فأما من اتخذ أهلاً ومالاً يشغلونه عن الله تعالى، فهو خاسر.
كرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا، منها:
اشتمل هذا الدعاء على كثير من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيد الاستغفار
قلَّت الكرامات في عهد الصحابة، وكثرت بعدهم؛ وذلك لقوة إيمانهم، وضعف من بعدهم بالنسبة إليهم، وذلك أن الصحابة شاهدوا التنزيل وعايشوا النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم آمن بالغيب فاحتاج إلى شيء يزيد يقينه.
من الهجرة إلى الحبشة آذته قريش، وعلم بإسلام من أسلم من الأنصار، فقرر الهجرة إلى المدينة – فراراً بدينه –، فحمل زوجته أم سلمة، وابنهما سلمة وقاد بهما راحلته وخرج متجهاً إلى المدينة
عبوديته سبحانه باسمه الأَول تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب، وتجريد النظر إِلى مجرد سبق فضله ورحمته، وأَنه هو المبتدئ بالإِحسان من غير وسيلة من العبد، وأَي وسيلة كانت هناك، وإِنما هو عدم محض، وقد أَتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، فمنه سبحانه الإِعداد ومنه الإِمداد وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله وجوده. فمن نزَّل اسمه الأَول على هذا المعنى أَوجب له فقراً خاصاً وعبودية خاصة.
ورد اسم الله (الأول والآخِر) في القرآن الكريم مرة واحدة، قال الله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)﴾ [الحديد: 3].
«كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلَاتَهُ، يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُنَادِي لِلصَّلَاةِ»
هم أصحاب قوة لا تقاوم، وأعداد لا تحصر، فأذاهم شديد، وضررهم بالغ، ولا يد لأحد على مقاومتهم، فيفر الناس منهم إلى الجبال، أو يتحصنون في بيوتهم ويلوذون ويلجئون إلى الله بالدعاء والتضرع، ويؤمر نبي الله عيسى عليه السلام بأن يخرج بعباد الله إلى الطور
إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ
حب المسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قلبي من أجل أعمال القلوب، وأمر وجداني يجده المسلم في قلبه، وعاطفة طيبة تجيش بها نفسه، وإن تفاوتت درجة الشعور بهذا الحب تبعًا لقوة الإيمان أو ضعفه. ورابطة من أوثق روابط النفوس تربط المسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعل قلبه وهمه وفكره وإرادته متوجهة لتحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.