العشر الأوائل من ذي الحجة هي من أعظم مواسم الخير التي تمر على المسلم؛ وذلك لأن الطاعة فيها خير من سواها، حيث قال ﷺ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». سنن أبي داود (2/ 325).
قال ﷺ: «فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها» أي هذه الكلمات اشتدت على الملكين، فلم يعلما مقدار ما يكتب لصاحبها أو لقائلها من الثواب والأجر، مع أن الملائكة الكتبة يعلمون جيدًا كيف يكتبون أجور الأعمال؛ لكن حينما أرادوا تقدير ثواب هذا الحمد عجزوا عن تقديره، لأن أجرها عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى.
كثير من المسلمين لا يعرفون شيئاً عن المهدي، فمن هو المهدي؟ وما هي صفته؟ وهل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامة مميزة مؤكدة للمهدي الذي سيخرج في آخر الزمان. وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه"».
كتب الله على نفسه الرحمة، وبَيَّن أنها وسعت كل شيء، إلا أنه جعل لها أسبابًا إذا قام بها العبد كانت أقرب إليه وأسرع، وحظه منها أكبر، لا سيما الرحمة الخاصة، وبالمقابل جعل أسبابًا للحرمان منها، إذا قام بها العبد أغلق على نفسه باب الرحمة، وحرم نفسه من رحمة أرحم الراحمين.
من الأعمال والعبادات العظيمة، في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتحميد والتهليل، ورفع الصوت بذلك، قال الله تعالى:{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}[الحج:28].
أيام عشر ذي الحجة يجتمع فيها أمهات العبادات، فيجتمع فيها الحج والصيام وذكر الله، وأحب الأعمال إلى الله تكون في هذه الأيام؛ لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين يلازمون ذكر الله فيها
الإنسان الذي يسعى إلى التوفيق في حياته والنجاح في دينه ودنياه، هو من يهتم بقلبه كما يهتم بسعيه، والمؤمن دائمًا يستوهب من ربه قلباً عامرًا؛ كي يُحسن استقبال الطاعة والتلذذ بها والإقبال بها على ربه.
إن أفضل ما ينطق به اللسان ويتحرك به الجنان ذكر الله تعالى، من التسبيح والتحميد والتهليل وتلاوة كتاب الله العظيم، إذا صاحب ذلك الإيمان الصادق والإخلاص لله رب العالمين، ويستحضر عظمة الله وقدرته.
فيه إشارة لما ينبغي عليه المؤمن من الخوف من العذاب، مع الرجاء، فيجمع بين الترغيب والترهيب كالجناحين للطائر، وأن العبد ينبغي له أن لا يغترّ بعمله مهما كان صالحًا، فهم مع كل هذه الصفات الجليلة يخافون من عذابه، ويبتهلون إليه تعالى لكي يصرفه عنهم، غير مغترّين بأعمالهم، وهذا من حسن العبادة، وكمالها.
العشر الأواخر من رمضان هي خلاصة رمضان، تاج رمضان، كان ﷺ يخصها بطاعات مميزة ويكثر فيها من العبادة! اضغط هنا وتعرف عليها
جمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر بين الاعتراف بحاله والتوسل إلى ربه عز وجل بفضله وجوده، وأنه المنفرد بغفران الذنوب، ثم سأل حاجته بعد التوسل بالأمرين معًا، فهكذا أدب الدعاء وآداب العبودية
بكاء العين وخشية القلب وخشوع الجوارح عند ذكرك رغم قسوة قلوبنا وغفلتنا، رأينا فيه حبك للعفو.
والعبد في هذا الشهر الكريم قد أتى بقربات وطاعات وقد تغتر النفس؛ فتظن أنها قد أعطت لله تعالى حقه من الصوم والقيام والذكر، لكنها حين تتفكر في دعاء ليلة القدر تجد أن هذا الدعاء يحمل معنى الانكسار من عبد مليء بالعيوب والتقصير في حق ربه عز وجل، فهو يتوسل إلى ربه باسمه العفُوّ ليكون أرجى في نيل المغفرة والعفو والرحمة.