
إن شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم، وهي ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب، والطاعة في ذي القعدة مثل غيره من الشهور، ليس فيه طاعة معينة مخصوصة، لكن الأجر فيه مضاعف كونه من الأشهر الحرم، وكذلك وزر المعصية فيه أغلظ مثل بقية الأشهر الحرم.
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في غيره من الشهور.
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم - ومنها ذو القعدة- بمذاقٍ أكثرَ طيباً، لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاءَ من الله تعالى فيه غَزِيرٌ.
فعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة المواتية للتخير من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها على سبيل المثال:
المحافظة على صلاة الجماعة لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى، والصيام الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه ولذلك كان أجره غير محدد بأضعافٍ معينةٍ، ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو.
ومن أيسر الطاعات التي ينبغي لنا أن نلازمها في يومنا، ذكر الله، والاستغفار.
كما أن من جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين.
إنها لصورٌ من الطاعات التي تبيض الوجوه يوم العرض على رب العباد وقد نال كل امرئٍ من درجات الإكرام أو المهانة ما يستحق، وعلى هذا فالدعوة إلى الخير وعمله باقية قائمة.
شاركنا طاعة مميزة تحب فعلها في شهر ذي القعدة، أو نصيحة تعيننا على الطاعة فيه، وتجعلنا نتأهب لعشر ذي الحجة، خير أيام الدنيا...