كان النبي ﷺ يخص هذه العشر الأواخر من رمضان بطاعات مميزة، يلازمها كل ليلة، فكان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها من سابق رمضان، وهذه الطاعات هي:
أولًا: إحياء الليل:
فإنه في أول عشرين يومًا من رمضان كان يقوم بعض الليل وينام بعضه، حتى إذا ما دخلت العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله أو أكثره، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ». صحيح مسلم (1174).
أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما.
ثانيًا: إيقاظ أهله:
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ». وما ذاك إلا شفقة ورحمة بهم؛ حتى لا يفوتهم هذا الخير في هذه الليالي العشر الأواخر من رمضان، ففيها تتنزل الرحمات ويكثر العتق من النار والخيرات، فلا ينبغي للمسلم أن يقتصر على العمل لنفسه فقط ويترك أهله في نومهم.
ثالثًا: شد المئزر:
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ»، والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة؛ وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات، فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية.
رابعًا: الاعتكاف:
وهو لزوم المسجد للعبادة وتفريغ القلب للتفكر والاعتبار، وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر، قطعًا لانشغاله، تفريغًا للياليه، وتخليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.
اللهم وفقنا لاغتنام الخيرات، وضاعف لنا في الدرجات، واجعلنا من الفائزين في هذا الشهر بأوفر الحظ والنصيب، إنك سميع مجيب يا أرحم الراحمين.
اللهم ارزقنا قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، وارزقنا صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا.
شارك الفائدة مع أحبابك وساعدهم للفوز بثواب ليلة القدر.