مدونة المصلي >> مواقف تاريخية

قصة عجيبة لدعاء كان يلازمه النبي ﷺ بعد الصلاة!

قصة عجيبة لدعاء كان يلازمه النبي ﷺ بعد الصلاة!
2021‏/11‏/24
58٬259

كان النبي ﷺ بعد كل صلاة يهمس بدعاء لا يسمعه الصحابة، ولا يخبرهم به النبي ﷺ، حتى رأى من تعجبهم من هذا الدعاء، ولما لا يُسمعهم النبي ﷺ هذا الدعاء، فقال: «أفطنتم لي»، قالوا: نعم، فأخبرهم النبي ﷺ قصة عجيبة لهذا الدعاء.

فعن صهيب رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لا أَفْهَمُهُ وَلا يُخْبِرُنَا بِهِ، قَالَ: «أَفَطِنْتُمْ لِي؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: «إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ -وفي رواية: «أُعْجِبَ بِأُمَّتِهِ»- فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلاءِ (أي: من يقدر على قتالهم)، أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاءِ؟ أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْكَلامِ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ، فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ، نَكِلُّ ذَلِكَ إِلَيْكَ، خِرْ لَنَا (أي: اختر لنا)، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلاةِ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ»، قَالَ: «ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلا، أَوِ الْجُوعُ فَلا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ؛ فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ». مسند أحمد (23927) بإسناد صحيح.

لحظة إعجابٍ أردفتها العقوبة الإلهيّة العاجلة، فقد أوحى الله إلى ذلك النبيّ أن يختار واحدة من ثلاث، فيفزع النبي الكريم إلى الصلاة فهي خير زادٍ في النوائب والملمّات، فصلّى ما شاء الله له أن يُصلّي، يلتمس التوفيق من الله جلّ جلاله، ويرجو الهداية إلى الصواب، حتى اتضحت له ملامح كلّ خيار، وما يترتّب عليه من الآثار.

وكلّما مرّت ذكرى هذه القصّة الأليمة في فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهج لسانه بالبراءة من كلّ حولٍ وقوّةٍ سوى الله عزّ وجل، خوفًا على أمته أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم: (اللهم بك أقاتل، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بالله ).

الحديث يدلّ على: المراقبة الدائمة من الصحابة لنبيّهم عليه الصلاة والسلام، ليقتدوا به ويتأسوا بأفعاله، ولهذا استحقّ ذلك الجيل المنزلة العالية والتزكية البالغة من الله تعالى.

وتدلّ القصّة على خطر الإعجاب بالنفس.

ومن شأن المؤمنين اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى حال الشدائد والكرب، وحال الحيرة والتردّد، كي تنجلي عنهم الشدّة، ويستبين لهم الرأي الرشيد، والاختيار السديد.

شارك الفائدة مع أحبابك، واكتب لنا بالتعليقات أكثر ما تدعو به في صلاتك وبعدها!

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة