مدونة المصلي >> إيمانيات

أعظم ما تواجه به الشيطان وتصلح به بين المؤمنين!

أعظم ما تواجه به الشيطان وتصلح به بين المؤمنين!
2020‏/07‏/01
27٬908

إن من أعظم وأخطر أسلحة الشيطان الفتاكة الشقاق والتفرقة والخلاف، فيوقعها بين المؤمنين، ويوغر الصدر، وتكون النتيجة: انفصال بعد اتحاد، وتنافر بعد اتفاق، وعداء بعد أُخوَّة.

لأجل هذا المآل الجسيم، اهتم الإسلام بأمر وقوع الخلاف بين المؤمنين، فهو أمر وارد، وغالباً ما يقع؛ لأن المؤمنين بَشَر يخطئون ويصيبون، ومن الصعب أن تتفق الآراء وتتوحد الأفكار والاتجاهات دائماً.

لذلك فقد عالج الإسلام هذه  المسألة في كل مراحلها، لأنه دين يسعى إلى الصلح، وليس أحب إلى الله عز وجل من أمر يتم فيه صلح بين اثنين ويُقرب فيه بين قلبين، حيث السكينة والطمأنينة والهدوء والألفة والمحبة.

ويكفينا أن الله عز وجل وصف الصلح بأنه خير كله: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128].

كما جعله المولى عز وجل عنوان الإيمان في الإخوة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10].

ومن جميل وعظيم وفضل الصلح أن الله سبحانه وتعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة، وهذا من كمال عفوه ورحمته سبحانه.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟

فقال: «رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ، فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي، فقال الله ـ تبارك وتعالى ـ للطالب: فكيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟

قال: يا رب فليحمل من أوزاري، قال: وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، ثم قال: إن ذاك اليوم يحتاج الناس إلى من يُحمل عنهم من أوزارهم.

فقال الله تعالى للطالب: ارفع بصرك فانظر في الجنان، فرفع رأسه فقال: يا رب أرى مدائن من ذهب وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا؟ أو لأي صديق هذا؟ أو لأي شهيد هذا؟

قال: هذا لمن أعطى الثمن، قال: يا رب ومن يملك ذلك؟ قال: أنت تملكه، قال: بماذا؟ قال: بعفوك عن أخيك.

قال: يا رب فإني قد عفوت عنه، قال الله عز وجل: فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فإن الله يصلح بين المسلمين» رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد (8718).

ومن جميل إصلاح ذات البين ما فعله علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم مع ابن عمه حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب.

حيث كان بين حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وبين علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، بعض الأمر، أي وقع بينهم خلاف.

فجاء حسن بن حسن إلى علي بن حسين وهو مع أصحابه في المسجد، فما ترك شيئًا إلا قاله له، أي عاتبه وذكر له كل ما في نفسه. قال: وعلي ساكت، فانصرف حسن.

فلما كان الليل، أتاه في منزله، فقرع عليه بابه، فخرج إليه فقال له علي: يا أخي، إن كنتَ صادقًا فيما قلت لي، يغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا يغفر الله لك، السلام عليكم، وولى. أي ذهب وتركه.

قال: فاتبعه حسن فلحقه، فالتزمه من خلفه، وبكى حتى رثى له. تاريخ دمشق لابن عساكر (41/395)، سير أعلام النبلاء (4/397).

فما أجمل هذا الخلق العظيم في إصلاح ذات البين...
إلى كل من كانت بينه وبين أخيه قطيعة: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

إلى كل من اختلف مع أخيه: واختلفتما فلتبق الصداقة والأخوة.

حدثنا في التعليقات عن موقف عفوت فيه عن حبيب لك، أو عفا هو عنك...

أثلج صدرونا وأخبرنا أنك قررت أن تصلح ما بينك وبين أخيك، وما بينك وبين أختك...

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة