مدونة المصلي >> مواقف تاريخية

النظافة بين ديننا وتاريخهم

النظافة بين ديننا وتاريخهم
2022‏/08‏/14
47٬354

لقد اهتم الإسلام بالنظافة الباطنة والظاهرة على حدٍّ سواء؛ حيث اهتم بالنظافة الباطنة وهي طهارة الإنسان من الكُفريَّات والشِّركِيَّات سواء كانت مُتعلِّقةً بالقلب كالاعتقاد بأن الله له شريك في تدبير الكون أو مُتعلِّقةً بالجوارح كالسجود للأصنام أو الشمس أو البقر -تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا-.

وفي الوقت نفسه اهتم الإسلام بالنظافة الظاهرة؛ وهي العناية بالنظافة الشخصية المتمثِّلة في نظافة البدن والثياب، والاستحمام، وتمشيط شَعر الرأس، وتقليم الأظفار، وإزالة الشَّعر الذي يُسبِّب انبعاث الروائح الكريهة، وغسل الفم والأسنان واستعمال والسِّواك، والتطيُّب بالعطور؛ ولذلك ليس غريبًا أن يكون الوضوء شرطًا من شروط صحة الصلاة وكذلك الاغتسال من الجَنَابَة أو الحيض أو النِّفَاس. ويضاف إلى النظافة الظاهرة نظافةُ البيت والشارع ومكان العمل.

وقد جَعَلَ الشرعُ الحنيفُ النظافةَ الظاهرةَ جزءًا من إيمان المسلم؛ حيث قال النبي : «الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ» [رواه مسلم (223)]، وقال أيضًا: «الإِيمانُ بِضْعٌ وسَبْعُونَ شُعْبَةً؛ فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْنَاهَا إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ» [رواه البخاري (9)، ومسلم (35)].

وقد نقَلَ المؤرِّخون أخبارًا كثيرةً عن حال الأوروبيين في هذا الجانب؛ حيث نقلوا أنهم كانوا لا يغتسلون إلا نادرًا جدًّا، فكانوا کریهي الرائحة، حتى إن مبعوث روسيا القيصرية وَصَفَ ملك فرنسا (لويس الرابع عشر) قائلًا: "إن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري". ونقلوا أن الملكة إيزابيلا الأولى (التي قتلت المسلمين في الأندلس) لم تَستَحِم في حياتها إلا مرتين، وقامت بتدمير الحمامات الأندلسية التي أنشأها المسلمون في الأندلس.

ويرى بعض الباحثين أن أكبر المدن الأوروبية -مثل باريس ولندن- كان يصل تعداد سكانها إلى (30) أو (40) ألفًا فقط بسبب القذارة المنتشرة فيها، بينما كانت المدن الإسلامية تتعدَّى حاجز المليون. ويقول المؤرخ دریبار: "نحن -الأوروبيين- مَدِينُون للمسلمين بأنهم علَّمونا كيف نحافظ على نظافة أجسادنا، وكانوا عکس الأوروبيين الذين لا يغيِّرون ثيابهم إلا بعد أن تتَّسخ وتفوح منها روائح كريهة، فقد بدأنا نقلِّدهم في خَلْع ثيابنا وغسلها. وعُرِف عن قرطبة أنها كانت تزخر بحماماتها الثلاثمائة، في حين كانت كنائس أوروبا تنظر إلى الاستحمام كأداة كُفر وخطيئة".

 

شارك تلك الفائدة مع أحبابك كي يتعرَّفوا على عَظَمَة الإسلام

مقالات متعلقة

2022‏/07‏/25
51٬775

عبادة الافتقار إلى الله!

يظن كثيرون أن الافتقار إلى الله يكون فقط عند وقوع الشدائد، ولكن الأمر ليس كذلك؛ ففي قصة سيدنا موسى درس عظيم في هذا الشأن! انقر هنا كي تتعرَّف على المزيد.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة