
الصلاة جوهرها الخشوع وحضور القلب وسكون الجوارح، وهذا لا يتحقق عند مدافعة البول أو الغائط، أو عند الجوع وحضور طعام تشتهيه؛ فعن عائشة قالت : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان». صحيح مسلم (560).
لكن إذا الإنسان وهو على هذه الحالة، فإن صلاته صحيحة، لكن غير كاملة، بل منقوصة الأجر للحديث المذكور، ولا إعادة عليه.
وأما إذا دخل الإنسان في الصلاة وهو غير مدافع للأخبثين، وإنما شعر بمدافعة البول أو الغائط أو الريح أثناء الصلاة، فإن الصلاة صحيحة ولا كراهة، إذا لم يمنعه هذا الشعور من إتمام صلاته.
وهناك أمر آخر: ماذا لو أن الإنسان إذا أكل الطعام، أو انتهى من قضاء حاجته، تكون صلاة الجماعة قد فاتته؟
هذا محل خلاف، فبعض العلماء يقول يؤخر الصلاة إذا انشغل قلبه بما حضر من طعام وشراب أو غيره، ولو خرج الوقت.
ولكن أكثر أهل العلم يقولون: أن الإنسان يعذر بترك الجماعة إذا حضر العشاء وتعلقت نفسه به فليأكل، ثم يذهب إلى المسجد فإن أدرك الجماعة وإلا فلا حرج عليه.
ولكن يجب أن لا يتخذ ذلك عادة بحيث لا يقدم عشاءه إلا وقت الصلاة؛ لأن هذا يعني أنه مصمم على ترك الجماعة، لكن إذا حدث هذا على وجه المصادفة فإنه يعذر بترك الجماعة، ويأكل حتى يشبع؛ لأنه إذا أكل لقمة أو لقمتين ربما يزداد تعلقاً به.
ويلحق بالطعام الأشياء التي تشوش على الإنسان، كالبول والغائط وأيضاً الريح.
فالقاعدة: أن كل ما أشغل الإنسان عن حضور قلبه في الصلاة وتعلقت به نفسه، فإنه يتخلص منه قبل أن يدخل في الصلاة.
المصادر:
فتاوى بن عثيمين: (13/588، 589).
موقع الإسلام سؤال وجواب: https://islamqa.info/ar/answers/8603/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%AB%D8%A7%D9%86