دقائق يسيرة وأجور عظيمة

عشر دقائق غالية
لا شيء أغلى من العمر، وعمر الإنسان قصير لا يتجاوز عشرات من السنين، سيُسأل عن كل لحظة فيه وعن كل وقت مر عليه وعن كل عمل قام به. عمر الإنسان هو موسم الزرع، وحصاد ما زرع يكون في الآخرة، فلا يليق بالمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله فيما لا فائدة فيه.
وللأسف فإن هذا الزمن زمن العجز والراحة والكسل، ماتت الهمم وخارت العزائم، أما قبل ذلك فقد كانت العزائم عظيمة والهمم تناطح السحاب؛ وذلك لقرب عهدهم برسول الله ﷺ، وتمسكهم بهديه ﷺ، واستحضار ثواب الأعمال دائمًا، فجمعوا بين كثرة العمل والمداومة عليه، ونحن جمعنا بين قلة العمل وعدم المداومة؛ لذا إذا فتح الله لك باب خير فتشبث به.
ماذا تفعل في عشر دقائق؟
1- في عشر دقائق تستطيع أن تقرأ ست صفحات من المصحف: وبهذا تختم القرآن الكريم في مائة يوم.
فلو جعلت لنفسك عشر دقائق ثلاث مرات في اليوم والليلة، تختم من القرآن جزء يوميًا، فيكون لك في كل شهر ختمة.
فانظر كم ضيعت من ختمات؟ وتأمل فضل قراءة القرآن الكريم!!
 2-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: كم مرة تستطيع أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في عشر دقائق. ولك بكل صلاة عشر حسنات، ويمحى عنك عشر سيئات، ويرفع العبد عشر درجات، وتكون سببًا لصلاة الله عليك، والملائكة، ويعرض اسمك على الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره وتنفي صفة البخل عنك، ويشفع لك يوم القيامة، وغيرها الكثير من الفضائل.
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال «مَنْ صَلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشراً». صحيح مسلم.
وصلاة الله على العبد رحمتُه وتضعيفُ أجره. فاللهم لك الحمد على كرمك وجودك وفضلك.
3-التسبيح والتحميد والتهليل: عَن ‌سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ ‌كَيْفَ ‌يَكْسِبُ ‌أَحَدُنَا ‌أَلْفَ ‌حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ». صحيح مسلم (2698)
وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «‌من ‌قال: ‌سبحان ‌الله ‌العظيم ‌وبحمده، ‌غرست ‌له ‌نخلة ‌في ‌الجنة» سنن الترمذي (3464)، بسند صحيح.
فانظر إلى مضيع الساعات كم يفوته من نخيل الجنة؟ نحن نتعب في الدنيا من أجل غرس نخلة واحدة وقد يسر الله لنا غرس نخيل الجنة بهذه الكلمة العظيمة التي نستطيع أن نقولها في عشر دقائق أكثر من خمسمائة مرة.
فمن أراد أن يكثر من نخيل الجنة فليكثر من قول سبحان الله العظيم وبحمده"، وكان رسول الله يذكُر الله تعالى على كل أحيانه، كما جاء في صحيح مسلم.
قال الإمام النووي: ‌أجمع ‌العلماءُ ‌على ‌جواز ‌الذكر ‌بالقلب ‌واللسان ‌للمُحْدِث ‌والجُنب ‌والحائض ‌والنفساء، وذلك في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء وغير ذلك.
4-الإستغفار: وهو طلب المغفرة من الله تعالى وهو قول (أستغفر الله) كلمة يسيره على اللسان ففي عشر دقائق يردد اللسان مع حضور القلب هذه الكلمة أكثر من ألف مرة. فاللهم لك الحمد.
5- الدعاء: عبادة عظيمة يشعر فيها الإنسان بضعفه وحاجته إلى ربه وخالقه، قال رسول الله «الدعاء هو العبادة»، ويحصل بسبب الدعاء سكينة في النفس وانشراحًا في الصدر وصبرًا يسهل معه احتمال أعباء الحياة.
والدعاء ذكر باللسان وخضوع بالقلب ويتحرى المسلم فيه أوقات الإجابة ويدعو الله بما شاء.
والحمد لله رب العالمين.
انشر الفائدة ولكم الأجر.

للاستزادة:

الأذكار للنووي (11).