هذا كان شعور النبي ﷺ حين كسفت الشمس، فقد روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: خسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا، يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله به عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره».
نريد أن نقف كثيراً عند قوله: يخشى أن تكون الساعة! وماذا لو قامت الساعة بالأمس حين كسوف الشمس؟!
ماذا لو أن القيامة قامت وأصبحنا في عرصات القيامة؟ ماذا لو أن باب قبول العمل قد أغلق وأصبح كل واحد منا لا يملك إلا ما قدم؟!
هل كل إنسان منا مستعد للقاء ربه الآن؟ وهل كان راضياً عن حاله أمس إن قامت الساعة حين كسوف الشمس؟
فليسأل كل واحد منا نفسه: هل كنت على طاعة أم معصية؟ هل كنت مفرطاً في حق ربي ونفسي وغيري أم لا؟ هل كنت مستعداً للقاء ربي أم لا؟
أحبابنا الكرام، أخبرنا النبي ﷺ أن الله عز وجل يرسل هذه الآيات ليخوف بها عباده ويجعلهم يتفكرون في حالهم يوم القيامة ويستعدون لما هو آت، فلا نريد أن نكون ممن تأتيهم الآيات ولا يعتبرون، وتمر أمام أعينهم النذر ولا يتعظون.
إن هذا أفضل وقت يراجع فيه كل واحد منا نفسه وحاله مع ربه، كيف أنت مع كتاب الله ووردك من القرآن؟
كيف أنت مع ذكر الله ووردك من الأذكار؟
كيف أنت مع الاستغفار والصلاة على النبي ﷺ؟
كيف أنت مع مناجاة ربك ودعائه؟
كيف أنت في تعاملاتك مع أهلك ورحمك ووالديك وإخوانك؟
هي مراجعة ووقفة مع النفس، واستحضر كيف كان يوم أمس، وكيف كان النبي ﷺ يخشى في مثل هذا اليوم أن يكون قيام الساعة، ففزع ﷺ إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار، وأسأل نفسك بصدق: ماذا لو أن الساعة قد قامت يوم أمس حين كسوف الشمس؟!
شارك الفائدة مع أحبابك وأصدقائك كي يراجع كل إنسان منا نفسه مع ربه وينظر كيف حال قلبه...