Скачать приложение сейчас
Сатьи Аль-Мусалли >> أحكام فقهية

فضل الوضوء في الكتاب والسنة

فضل الوضوء في الكتاب والسنة
2025.10.12
66 215

يا قلبًا يبحث عن الطهارة، وروحًا تتوق إلى النقاء.. ألا تحب أن تُغفر ذنوبك مع كل قطرة ماء؟ أن تُشرق جوارحك بنور الإيمان؟

فضل الوضوء عظيمٌ؛ فهو عبادةٌ تُطهِّرُ الجسدَ والرُّوح، وتغسلُ الذنوبَ، وترفعُ الدرجاتِ، وتكونُ للمؤمنِ نورًا يومَ القيامة.

 

فضل الوضوء في القرآن:

لقد عظَّمَ اللهُ تعالى شأنَ الوضوء، فجعلَه مفتاحًا للطهارةِ والصلاة، وهذا يدلُّ على مكانة الطهارة قبل العبادة.

فقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 6]

 

فضل الوضوء في السنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ».

[صحيح مسلم (244)]

هذا هو فضل الوضوء الحقيقي: تطهيرٌ للجسدِ من الدرن، وتزكيةٌ للنفسِ من الذنوب، ومفتاحٌ لكلِّ عملٍ صالحٍ بعده.

 

الوضوء مغفرة للذنوب:

وفي فضل الوضوء قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ‌تَوَضَّأَ ‌مِثْلَ ‌وُضُوئِي ‌هَذَا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَكَانَتْ صَلَاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً»

[صحيح مسلم (229)]

 

وقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

[صحيح البخاري (159) ومسلم (226)]

 

ومن عظيم فضل الوضوء أيضا.

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ‌خَرَجَتْ ‌خَطَايَاهُ ‌مِنْ ‌جَسَدِهِ ‌حَتَّى ‌تَخْرُجَ ‌مِنْ ‌تَحْتِ ‌أَظْفَارِهِ».

[صحيح مسلم (245)]

 

الوضوء يرفع الله به الدرجات

فضل الوضوء عظيمٌ؛ فهو ليس طهارةً للجسدِ فحسب، بل عبادةٌ يرفعُ اللهُ بها الدرجاتِ، ويُكَفِّرُ بها الخطايا، ويُنوِّرُ بها الوجهَ يومَ القيامة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ

[صحيح مسلم (251)]

وليس هذا فحسب، بل ورد أيضًا: «لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، فَيُصَلِّي صَلَاةً ‌إِلَّا ‌غَفَرَ ‌اللهُ ‌لَهُ ‌مَا ‌بَيْنَهُ ‌وَبَيْنَ ‌الصَّلَاةِ ‌الَّتِي ‌تَلِيهَا»

[صحيح مسلم (227)]

 

الوضوء سبب لدخول الجنة ورفعة الدرجات

فضل الوضوء عظيمٌ وجزاؤُه كريمٌ؛ فهو سببٌ لدخولِ الجنةِ ورفعةِ الدرجاتِ، إذ به تُغسَلُ الذنوبُ مع آخرِ قطراتِ الماء، وتعلو النفسُ مراتبَ الطهرِ والإيمان.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ».

[صحيح البخاري (1149) ومسلم (2458)]

يا لها من منزلة! أن يسمع النبي ﷺ صوت نِعال بلال أمامه في الجنة وهو لا يزال يمشي على الأرض.

والسبب؟ عملٌ قد يراه البعض بسيطاً: كلما انتقض وضوؤه، توضأ، ثم صلى ما تيسر له.

إنها المداومة على الطهارة والعمل الصالح بعدها مباشرة.

وهذا يعلمنا أن الأعمال الصغيرة المستمرة قد تبلغ بالعبد منازل عظيمة.

 

الوضوء نورٌ للمؤمن يوم القيامة

الوضوءُ نورُ المؤمنِ يومَ القيامة؛ فتصوَّرْ ذلك اليومَ العصيبَ حين تشتدُّ الظلماتُ ويعمُّ الفزعُ، فإذا بأمَّةِ محمدٍ ﷺ تشرقُ وجوهُهم وأيديهم وأرجلُهم نورًا يتلألأ!

أولئك هم [الغُرُّ المُحجَّلون] من آثارِ الوضوء، ذلك النورُ المباركُ الذي خلَّفه ماءُ الطهارةِ في الدنيا، فصارَ علامةَ الإيمانِ وسِمةَ أهلِ الطاعةِ بينَ الخلقِ يومَ القيامة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ، وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَتَعْرِفُنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ، فَيَقُولُ: وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ؟».

[صحيح مسلم (247)]

وقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول:

إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ».

[صحيح البخاري (136)]

أي أن أهل الوضوء من أمة محمد ﷺ يُعرفون يوم القيامة بتلك العلامات الباهرة المضيئة في وجوههم وأطرافهم، جزاءً لهم على محافظتهم على الطهارة والوضوء في الدنيا، فتكون تلك الأنوار شرفًا لهم وتمييزًا بين الناس.

كلما توضأتَ، تذكّر أن الماء الذي يُبلّل وجهك ويديك ورجليك اليوم، سيكون نورًا لك غدًا بين يدي الله. فداوم على الطهارة، فهي سِمةُ المؤمنين ووسامُ المتقين.

 

معنى (غُرًّا مُحجَّلين):

الغرُّ المحجَّلون هم الذين تشرق وجوههم وتضيء أطرافهم يوم القيامة من آثار الوضوء، وهو من خصائص أمة محمد ﷺ.

📖 الغرة

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

«غُرًّا: جمع أغر أي ذو غرة، وأصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس، ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر، والمراد بها هنا النور الكائن في وجوه أمة محمد ﷺ»

[فتح الباري لابن حجر (1/ 236)]

📖 التحجيل

بياض في اليدين والرجلين، والمراد به هنا النور الذي يكسو اليدين والرجلين من أثر غسلها في الوضوء.

محجلين: «من التحجيل، وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس، وأصله من الحجل - بكسر المهملة - وهو الخلخال، والمراد به: هنا أيضا النور.»

[فتح الباري لابن حجر (1/ 236)]

 

عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ قَالَ: « رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ»

[صحيح البخاري (136) ومسلم (246) واللفظ له]

ولهذا كان بعضُ الصحابة، كأبي هريرة رضي الله عنه، يطيلُ الغرّة والتحجيل، أي يُبالغ في غسل الذراعين والساقين، ليزدادَ نورُه يوم القيامة.

«وفيه رد على من زعم أن ذلك من رأي أبي هريرة بل من روايته ورأيه معا.» [فتح الباري لابن حجر (1/ 236)]

 

الوضوء زاد المؤمن ونور وجهه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت خليلي ﷺ يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء».

[صحيح مسلم (250)]

 

فالوضوء ليس مجرد طهارة جسدية، بل هو زينة المؤمن، يُضيء وجهه، ويُميّزه بين الناس يوم القيامة.

 

الوضوء حل لعقدة الشيطان

من فضل الوضوءِ أنه يحلُّ عقدةَ الشيطانِ عن العبد؛ فإذا نامَ المسلمُ تعقد عليه ثلاثُ عقدٍ، فإذا استيقظَ فذكرَ اللهَ انحلَّتْ عقدةٌ، وإذا توضأَ انحلَّتِ الثانيةُ، وإذا صلَّى انحلَّتِ الثالثةُ، فأصبحَ نشيطًا طيِّبَ النفس، بخلافِ من غفلَ ونامَ مثقَلًا بقيودِ الشيطان.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ».

[صحيح البخاري (1142) ومسلم (776)]

 

المحافظة على الوضوء علامة الإيمان:

ومن فضل الوضوء أنه من علاماتِ الإيمانِ الصادق؛ فهو سِمَةُ أهلِ الطاعةِ والخشوع.

عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ، ‌وَلَا ‌يُحَافِظُ ‌عَلَى ‌الْوُضُوءِ ‌إِلَّا ‌مُؤْمِنٌ»

[(صحيح) سنن ابن ماجه (277) وفي صحيح الجامع (952)]

هذا الحديث يدل على أن المحافظة على الطهارة علامة من علامات الإيمان.

 فالمؤمن الحق هو من يحرص على أن يكون طاهراً استعداداً للقاء ربه في أي وقت، سواء في صلاة أو ذكر أو قراءة قرآن.

فلتكن هذه نيتنا، أن نجتهد في المحافظة على الوضوء ما استطعنا، ليس فقط عند الصلاة، بل في سائر أوقاتنا، اقتداءً بنبينا ﷺ وسلفنا الصالح، ورجاءً في محبة الله وفضله.

 

الوضوء نصف الإيمان

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ».

[صحيح مسلم (223)]

 

الوضوء سببٌ لنيل محبة الله تعالى:

المحافظة على الوضوء هي من أعظم صور التطهر الذي أثنى الله على أهلها.

قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]

تأمل كيف قرن الله محبته للمتطهرين بمحبته للتوابين. فكما أن التوبة تطهيرٌ للباطن من أدران الذنوب، فالوضوء تطهيرٌ للظاهر من الأحداث. والمؤمن الحق يسعى لتحقيق الطهارتين لينال محبة الله. فكلما توضأت، استشعر أنك تفعل فعلاً يحبه الله.

 

فضل الوضوء عند النوم

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».

[صحيح البخاري (247) ومسلم (2710)]

 

وهذا يدل على فضل الوضوء حتى عند النوم، فيجعلُ نومَ المؤمن عبادةً وأمنًا وطمأنينةً.

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ: ‌مَنْ ‌بَاتَ ‌طَاهِرًا ‌بَاتَ ‌فِي ‌شِعَارِهِ ‌مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَاّ قَالَ الْمَلَكُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا.

[(حسن) صحيح ابن حبان (189) وفي صحيح الترغيب (597)]

(الشعار) هو ما يلي بدن الإنسان من ثوب وغيره.

 

فوائدُ الوضوء الصحّية والنفسيّة والروحيّة

فائدةٌ صحّية: الوضوء يطهرُ البشرةَ ويقللُ من الجراثيمِ المحليةِ على اليدين والوجه.

فائدةٌ نفسية: غسلُ اليدينِ والوجهِ قبل الصلاة يجعلُ النفسَ أهدأَ وأكثرَ قدرةً على الحضورِ الذهني.

فائدةٌ روحية: الوضوءُ يذكّرُ العبدَ بتجديدِ العهدِ والنية، ويمنحهُ شعورًا بالمغفرةِ والطمأنينةِ.

فائدةٌ تربوية: غرسُ سنة الوضوء في الأسرةِ يولّدُ مجتمعًا واعيًا منظّمًا راقيًا أخلاقيًا؛ هذا هو المحصودُ من فضل الوضوء في الحياةِ الاجتماعية.

 

قصص السلف مع الوضوء

كان السلف الصالح يدركون هذا الفضل، فجعلوا الطهارة جزءاً لا يتجزأ من حياتهم، تعظيماً لله وشعائره.

كان الإمام مالك بن أنس لا يحدث بحديث رسول الله ﷺ إلا وهو على وضوء، إجلالا له.

وقال مصعب بن عبد الله: كان مالك بن أنس إذا حدث عن رسول الله ﷺ توضأ، وتهيأ، ولبس ثيابه، ثم يحدث.

ونُقل عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان لا يحدّث بحديث رسول الله ﷺ إلا وهو على طهارة.

 

خاتمةٌ

الوضوءُ ليس مجرّدَ ماءٍ يمرُّ على الجسد، بل هو نهرُ طهارةٍ يغسلُ القلبَ قبلَ الأعضاء، ويهيّئُ المؤمنَ للوقوفِ بين يدي الله تعالى خاشعًا نقيًّا.

تُطهّرُ الظاهرَ والباطنَ وتفتحُ أبوابَ النورِ والسكينةِ في حياة المؤمن.

تذكَّر أن كل قطرةٍ تسقط من أعضائك تُسقطُ معها ذنبًا، وأن الله تعالى يحبُّ المتطهرين.

شارك هذه الفائدة لعلَّها تُذكّر غافلًا، أو تُعينُ مسلمًا على إحياء سُنّةٍ مهجورةٍ.

شاركنا في التعليقات: ما أكثر ما أعجبك في فضل الوضوء؟

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

هل استفدت من الفائدة؟

للاستزادة

https://www.alukah.net/sharia/0/119764

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/6645

 https://dorar.net/hadith/sharh/25710

https://www.islamweb.net/ar/library/content/118/99

Поиск

Лидер просмотров

Похожие статьи

2025.09.30
52 178

كيف أصلي؟ صفة صلاة النبي ﷺ

كيف أصلي؟ صفة صلاة النبي ﷺ كما علّمها، شرحٍ مفصّل لصفة الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم

2025.10.06
79 647

يوم الجمعة.. نَفَحاتٌ من نورٍ ورحمة

اكتشف فضل يوم الجمعة وصلاة الجمعة، وآدابهما وسننهما، وكيف يكون هذا اليوم بابًا لمغفرة الذنوب ورفعة الدرجات وتجديد الإيمان في قلب المؤمن🌿

2025.09.25
38

ما عند الله خير وأبقى 🪴

ما عند الله خير وأبقى 🪴

В любой точке, за считанные секунды ближайшие Мечети с приложением Аль-Мусалли ты узнаешь

Скачать приложение сейчас

Madar Programming © 2025. Все права принадлежат компании Madar Programming.

Powered by Madar Software