هل تصلى السنن في السفر؟!

كان النبي ﷺ يُصلي السنن في السفر على راحلته ليلًا ونهارًا، حيثما توجهت به، ويركع ويسجد إيماءً، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.

 

ما المقصود  بالنوافل؟

النوافل ما عدا الصلوات المفروضة وسننها الراتبة القبلية والبعدية، كقيام الليل، وصلاة الضحى، وصلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة... وغير ذلك، فهي نافلة أي زائدة عن المطلوب الذي يكون فرضا أو سنة.

 

ولكن قد يطلق أحيانا على الرواتب: (نوافل)، ويقصد حينئذ أنها ما زاد على الفرض، فتشمل النوافل حينئذ الرواتب وما عداها من غير الفريضة.

 

صلاة السنن في السفر

الأصل ‌بقاء ‌التطوع ‌بالنوافل ‌على ‌مشروعيته ‌حتى ‌يرد ‌دليل ‌على ‌تركه، ولم يرد الدليل على الترك.. إلا في راتبة الظهر والمغرب والعشاء. [مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (24/ 419)]

 

ركعتَا الفجرِ و الوترُ في السفر

تُصلَّى ركعتَا الفجرِ والوترُ من السنن في السفر ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة.

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ ﷺ‌ عَلَى ‌شَيْءٍ ‌مِنَ ‌النَّوَافِلِ ‌أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ» [صحيح البخاري (1169) ومسلم (724)]]

قال العثيمين رحمه الله: «راتبة الفجر فيصليها حضراً وسفراً؛ لأن النبي ﷺ لم يكن على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر، ولم يكن يدعهما أبداً» [مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (24/ 420)]

 عن أبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه: «أنَّهم كانوا مع رسولِ اللهِ ﷺ في سفرٍ فناموا عن صلاةِ الصُّبحِ حتى طلعتِ الشمسُ، فساروا حتى ارتفعتِ الشمسُ ثم نزَلَ رسولُ اللهِ ﷺ فتوضَّأ، ثم أذَّن بلالٌ بالصلاةِ فصَلَّى رسولُ اللهِ ﷺ ركعتينِ، ثم صلَّى الغداةَ فصنَعَ كما كان يَصنَعُ كلَّ يومٍ»

 

وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه في هذه القِصَّة أيضًا: ثمَّ دعا بماءٍ فتوضَّأ، ثم صلَّى سجدتينِ، أي: ركعتين، ثم أُقيمتِ الصلاةُ فصلَّى صلاةَ الغداة. [صحيح مسلم (680)]

وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ هاتينِ الركعتينِ اللَّتين قضاهما هما سُنَّةُ الصبحِ.

 

صلاة الوتر على الر احلة في السفر

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي فِي السفر عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيمَاءً، صَلَاةَ اللَّيْلِ إِلَّا الْفَرَائِضَ، ‌وَيُوتِرُ ‌عَلَى ‌رَاحِلَتِهِ». [صحيح البخاري (1000)]

 

يمكنك أن تصلي السنن في السفر الوتر أو قيام الليل وأنت راكب سيارتك أو دابتك في السفر، حتى ولو لم تكن متجهًا للقبلة.

 

هل تصلى السنن الرواتب في السفر؟

‌السنن ‌الرواتب:

 ‌هي التي تُصلى قبل الفريضة أو بعدها» [الموسوعة الفقهية (1/ 162)]

 

القول الأول: رأي جمهور العلماء (الأكثرية)

–ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب أداء السنن في السفر، بما في ذلك السنن الرواتب،

قال النووي رحمه الله في المجموع: يستحب صلاة النوافل في السفر، سواء الرواتب مع الفرائض وغيرها. هذا مذهبنا ومذهب ... مالك وجماهير العلماء.

 قال الترمذي: وبه قالت طائفة من الصحابة وأحمد وإسحاق وأكثر أهل العلم.

قال: وقالت طائفة: لا يصلي الرواتب في السفر. إسلام ويب.

 

القول الثاني: لا يسن أداء السنن الرواتب في السفر غير ركعتي الفجر والوتر.

وبه قال كثير من مشايخ الحنفية، واختاره ابن تيمية، وابن القيم، وابن عثيمين، وبه أفتت اللجنة الدائمة.

 

1-عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال: «صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ قَالَ: فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جَاءَ رَحْلَهُ وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ نَحْوَ حَيْثُ صَلَّى، فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا أَتْمَمْتُ صَلَاتِي يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فِي السَّفَرِ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ. وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، وَصَحِبْتُ عُمَرَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ. وَقَدْ قَالَ اللهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}» [صحيح مسلم (689)]

 

2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه قال في حديثه الطويل في صفة حجة النبي ﷺ: «‌حتى ‌أتى ‌المزدلفة، ‌فصلى ‌بها ‌المغرب ‌والعشاء ‌بأذان ‌واحد ‌وإقامتين، ‌ولم ‌يسبح ‌بينهما ‌شيئا، ثم اضطجع رسول الله ﷺ حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة» [صحيح مسلم (1218)].

وجه الدلالة:

 أنه ترك التنفل عقب المغرب وعقب العشاء.

 

3-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ، فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَلَا يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعِشَاءِ (يعني لا يتنفل) حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.» [صحيح البخاري

(1092)، ومسلم (703)].

 

وبعض الناس يري أن لا تطوع للمسافر مطلقاً، وقد تبيَّن مما ذكرنا من الأدلة أنه لا يتطوع براتبة الظهر والمغرب والعشاء، وما عدا ذلك من النوافل فباق على مشروعيته، وقد أجمع العلماء على جواز صلاة النافلة على الراحلة في السفر

 

شارك الفائدة مع من أحبت واذكرنا بدعوة صادقة.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

بعض المراجع

 

https://dorar.net/feqhia/867

https://isla.mw/2aaksa

https://islamonline.net/556

إسلام ويب