Téléchargez Al-Mosaly maintenant
Blog d'AlMosaly >> واحة الذكر

فضل ذكر الله وأثره في طمأنينة القلب

فضل ذكر الله وأثره في طمأنينة القلب
2025/07/16
17 226

أفضل الأذكار اليومية وأجرها العظيم
 

في عالم امتلأت أرجاؤه بالهموم، واضطربت فيه القلوب من كثرة الشواغل والمحن؛ يبقى ذكر الله تعالى الملاذ الآمن، والبلسم الشافي، والنور الذي يبدد الظلمات. فالذكر حياة الأرواح، وغذاء القلوب، ودواء النفوس، وسبب النجاة في الدنيا والآخرة.

وما من عبادة سهُلَت على الجوارح، وعظُمَ أجرها، وتعدّدت صورها، كذكر الله تعالى. فهو رفيق المؤمن في كل حال، وسلاحه في مواجهة هموم الدنيا، وطريقه إلى طمأنينة القلب ورضا الرب، لا يقيّده مكان ولا زمان، بل هو متاح للمؤمن في كل لحظة، قائمًا وقاعدًا، في الخلوات والجلوات، في السراء والضراء.

وقد ورد في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ بيان عظيم لفضل الذكر وشرفه، ووعدٌ كريم لمن داوم عليه.

 

الذكر حياة القلوب وروح العبادة

 

عظّم الله تعالى منزلة الذكر في كتابه، فجعله من صفات أولي الألباب، وأمر به عباده في مواضع كثيرة، وبشّر الذاكرين والذاكرات بأجر عظيم.

 قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾ [آل عمران]

هؤلاء هم أصحاب القلوب الحيّة، الذين لا يفترون عن ذكر الله في جميع أحوالهم، ويمزجون الذكر بالتفكر، والعبادة بالتسبيح والتأمل.

 

والذكر تطمئن به قلوب أهل الإيمان، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28] 

 عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ: أَنَّهُ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ.» [صحيح مسلم (2700)]

قال أبو الدرداء: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فقد الماء؟!

وعلّق ابن القيم رحمه الله قائلًا:

«وأفضل الذكر ‌وأنفعه ‌ما ‌واطأ ‌فيه ‌القلب ‌اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده» [الفوائد لابن القيم (ص279)]

وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) ﴾ [الأحزاب: 41-42] 

وجعل جزاء الذاكر أن يذكره سبحانه، وما أعظمه من شرف! وهل هناك أرفع من أن يذكر الله سبحانه عبده المؤمن؟! قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: «‌أَنَا ‌عِنْدَ ‌ظَنِّ ‌عَبْدِي ‌بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.» [صحيح البخاري (7405) ومسلم (2675)]

وهذا الحديث يبيّن قرب الله من عبده الذاكر، ومحبته له، ورفعة منزلته.

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ». [صحيح مسلم (373)]

وهكذا كان ﷺ، دائم الذكر وأوصى بذلك.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: «لَا ‌يَزَالُ ‌لِسَانُكَ ‌رَطْبًا ‌مِنْ ‌ذِكْرِ ‌اللَّهِ» [(صحيح) سنن الترمذي (3375) وابن ماجه (3793)]

 

من الأذكار العظيمة التي لا مثيل لها.

  1. سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ 100 مرة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.» [صحيح البخاري (6405)]

 

  1. قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 100 مرة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: « مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.» [صحيح البخاري (6403)] ومسلم (2691)]

 

  1. سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته 3 مرات.

 

عَنْ جُوَيْرِيَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.» [صحيح مسلم (2726)]

 

  1. سيد الاستغفار:

 

ومن الأذكار التي تقال في الصباح والمساء، وكلما شعر العبد بحاجته إلى مغفرة ربه.

عن شداد بن أوس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، اغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.» [صحيح البخاري (6306)]

 

الذكر مفتاح النجاة للفقراء وأهل الضعف.

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ. قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ؟ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ ‌وَتُكَبِّرُونَ ‌خَلْفَ ‌كُلِّ ‌صَلَاةٍ ‌ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ. فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَقُولُ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ.» [صحيح البخاري (843) ومسلم (595)]

فكان الذكر لهم بابًا للسبق، ووسيلة للارتقاء في منازل الجنة.

 

ختام مؤثر وتحفيزي

يا قارئ هذه الكلمات… لا تدَع يومًا يمر دون أن تبلّل لسانك بذكر الله، فهو تجارة رابحة لا خسارة فيها، وغنيمة متاحة لكل عبد، غنيمة لا تتطلّب مالًا ولا جهدًا، بل صدقًا وإخلاصًا.

 

فأقبل على الذكر، تكن من أحبّ الناس إلى الله، واملأ وقتك بأعظم ما تُملأ به الأنفاس، ونافس الذاكرين، فالذاكرون قد سبقوا، فهنيئًا لمن تبعهم.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ: سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ.» [صحيح مسلم (2676)] 

 

شارِك هذه الكلمات لتُسهم في تذكير غيرك بفضل الذكر، وكن سببًا في إحياء القلوب!

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

Recherche

Le plus populaire

Articles liés

2025/07/14
27 212

الهجرة النبوية: منهج حياة 🌿

الهجرة النبوية ليست مجرد تأريخ، بل هي منهج حياة، ورسالة نهوض، ونموذج في الإعداد والإيمان والتضحية

2025/06/23
30 511

كن من رجال الفجر 🌍

بُحَّت منابر الأذان من النداء، وتبللت محاريب المساجد بدموع الشوق، تنادي لـ صلاة الفجر في سكون الليل: أين رجال الفجر؟

2025/07/09
41 542

الجمال الحقيقي في ميزان الإسلام

إنّ جمال المرأة الحقيقي هدية من الله، تُصان بطاعته، وتُهدر بمعصيته. فتجمّلي بطهرك، وتألقي بعفافك، وتزيّني بما أحل الله، ودعي زينة الباطل لأهلها.

Avec l'application AlMosaly, découvrez les mosquées à proximité où que vous soyez avec une précision maximale

Téléchargez AlMosaly maintenant

Madar for Programming © 2025. Tous droits réservés

Powered by Madar Software