مدونة المصلي >> إيمانيات

ما هو وزننا الحقيقي عند الله؟!

ما هو وزننا الحقيقي عند الله؟!
2023‏/01‏/22
39٬851

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الميديا كاليوتيوب، أصبح النجاح يقاس بعدد المشاهدات، لا بقيمة ما تقدمه، وأصبح التميز قائم على الدعاية بغض النظر عن حقيقة المحتوى وجودته.

وللأسف أصبح همّ الأجيال الناشئة هو حب الظهور والشهرة، وجمع أكبر عدد من المتابعين والمحبين، وأصبح هذا هو معيار النجاح، سالكين في ذلك المطلب كل طريق، سواء كان صحيحًا أم لا.

لكن سؤالنا هو: هل هذا هو معيار النجاح الحقيقي عند الله؟! والجواب في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ، الْغَنِيَّ، الْخَفِيَّ»صحيح مسلم (2965).

هذا هو النموذج الذي نريده، التقي: أي الذي يسعى إلى مراقبة الله لا مراقبة البشر، فينشر ما يرضي الله لا ما يرضي البشر.

الغني: والمقصود هنا غنى النفس، فهذا هو الغنى المحبوب، وإن اجتمع مع الغنى المادي فهو خير ولا شك، فإن صاحب النفس الغنية بربها، لن تؤثر فيه شهوات الدنيا وزخارفها.

الخفي: وهو مقصود حديثنا، أي أنه يعمل العمل لوجه الله، لا لأجل الشهرة، ولا يحرص عليها، ولا يجعلها قيمة أو معيارًا للنجاح.

وللأسف فإن النموذج الذي يظهر بشدة أمام الأجيال الناشئ،ة هو عكس ذلك تمامًا، فمعيار النجاح أغلبه قائم على الظهور والإعلان والترويج للنفس،  لا الحرص على الخفاء والإسرار .

فنجد أن أكثر الشباب والفتيات مولعين بالصورة ومشاركة اللقطة، فلا يخلو اليوم من مشاركات للفعاليات اليومية الشخصية، التي لا نفع من ورائها لأي أحد من المتابعين، إلا الظهور والشهرة.

وقد رسخت مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسلوب المشوه، فمعيار النجاح هو عدد المشاهدات، وعدد التفاعلات،  وصارت مشاهدات اليوتيوب تجلب مالًا، وعدد المتابعين أو التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف صار الأنجح هو الأتفه، أو الأكثر خبرة بفنون الدعاية، وجذب المشاهدين، والترويج للنفس، وإحداث فرقعات مدوية، لا من يقدم محتوى جيد للمتابعين، ويقدم بصمة جيدة في حياته، ويدفع أمته نحو القمة، ويجعل همه إرجاعها إلى مكانتها السامقة كما كانت، مع الأخذ طبعًا بأسباب الدعاية وطرق جذب المشاهدين، والترويج للمحتوى الجيد لا لذاته؛ فهدفه نفع  الناس، لا انتفاع ذاته.

والحمدلله هناك قلة من الأتقياء الأخفياء الذين يسعون لأجل دينهم وأمتهم، علمًا وتعليمًا ونفعًا للخلق، في كل شئون حياتهم، وهؤلاء لا يعنيهم معرفة الناس لذواتهم، بقدر ما يعنيهم انتفاع الناس بما يقدمونه لهم من نفع وعلم في أمور دينهم ودنياهم.

فالمراد من الإنسان المسلم أن يكون منبع الخير بين أقرانه، نافعًا  لكل من حوله، على قدر إمكانياته، وأن يجعل هدفه في ذلك رضى ربه، لا إرضاء نفسه.

فينبغي لنا أن نصحح نياتنا ونحن نتصفح مواقع التواصل، ونقوم بنشر المحتوى بين أحبابنا وأصداقائنا.

فمعيار نجاحنا الحقيقي هو محبة الله لنا، لا زيادة عدد المتابعين.

شارك الفائدة مع أحبابك، وشاركنا بالتعليقات أعمالاً  نُثقل به موازيننا، وكن دليلنا إلى الخير...

مقالات متعلقة

2023‏/01‏/17
48٬369

هؤلاء يباهي الله بهم الملائكة

هناك أصناف من الناس يباهي الله بهم الملائكة، ومنهم هذا الصنف، ويمكنك أن تكون منهم بفضل الله! انقر هنا وتعرف كيف تكون ممن يباهي الله بهم الملائكة

2023‏/01‏/10
47٬720

حتى تُفتح لك أبواب السماء!

أمر يسير يصعد بعملك الصالح فتفتح له أبواب السماء! اضغط هنا وتعرف عليه

2023‏/01‏/15
43٬347

مسلم صيني يكتشف أمريكا قبل كولومبوس!

هو المسلم الذي أصبح أكبر أميرال في الصين، ومكتشف القارة الأمريكية قبل كولومبوس! اضغط هنا وتعرف على هذا المستكشف العظيم.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة