
لم يُعَلِّمْنا القرآنُ الدعاءَ من أجْلِ الحصولِ على مالٍ أو مَنْصِبٍ أو نُفوذٍ؛ لأنَّ الحياةَ الدنيا ليسَتْ هي الحياةَ الحقيقيةَ، ولكنَّ الحياةَ الحقيقيةَ هي الآخِرَة؛ ولذلك نَجِدُ أنَّ مُعظَمَ آياتِ الدعاءِ في القرآنِ تَتَرَكَّزُ على التوبةِ وغُفرانِ الذنوبِ والبُعدِ عن المعاصي والقُربِ مِنَ الله تعالى.
وفي الوقتِ نَفْسِه لم يُغْفِلِ القرآنُ الدعاءَ من أَجْلِ الدنيا؛ إذ إنَّ فيها مَهامَّ كُلِّفَ بها الإنسانُ ولا بُدَّ من تأدِيَتِها ليُعَمِّرَ الكَون؛ قال تعالى: {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
فاعلم أنَّ القرآنَ جَعلَ الدعاءَ من أَجْلِ الدنيا محدودَ الحَجمِ لهذه الحياةِ القصيرةِ التي نعيشُها؛ لأنها ليست الحياة النهائية ولا الحياة الحقيقية! شارك تلك الفائدة مع أحبابك فإن الدالّ على الخير كفاعله.