مدونة المصلي >> أخرى

معضلة التعلق بلاعبي كأس العالم

معضلة التعلق بلاعبي كأس العالم
2022‏/11‏/26
32٬157

إن لاعبي كرة القدم المشاهير لهم صيت واسع، لا سيما مع حضورهم لكأس العالم 2022، فإذا ما سألنا أحد الأبناء عن: ( ميسي – كريستيانو رونالدو – كريم بنزيما – امبابي – ليفاندوفسكي – هازارد – نيمار ) فستجد سيلاً من المعلومات التي تذهلك!

والملاحظ أن كثير من شباب المسلمين قد تعلق بهم تعلقاً فاق الحد، ومرعب في نفس الوقت، فربما يتمنى أن يفوز فريق لاعبه المفضل على فريقه الوطني أو على فريق عربي آخر، ومع أن هذه لعبة ولا بأس بأن يختار من يشجعه، لكن يُخشى أن يتعدى الأمر كونه معجب لطريقة لاعبه المفضل إلى كونه يحبه ويتخذه قدوة، فيقلده وأيضاً يعادي لأجله ويحب من أجله، وهذه هي الطامة الكبرى.

إن التعلق بلاعبي كأس العالم ظاهرة واضحة جلية، وهي ليست حميدة إطلاقاً، ويجب علينا أن نوضح لأبنائنا أولاً أن هذه لعبة أولاً وأخيراً، وأن الأمر لا يعدو كونه أمراً ترفيهياً، فلا تعطيها كرائم وقتك أبداً.

إننا في وقت يستطع أحدنا وهو بغرفته أن يجوب العالك كله بهاتفه الجوال، وكثير من الأبناء الآن يدري عن العالم وأحداثه وأشخاصه ومشاهيره ما لا يدري عنه أبواه، وهذا يستوجب على والديه أن يشاركاه اهتماماته؛ حتى يتمكنا من توجهيه التوجيه الصحيح عند الضرورة، إن هو أخطأ أو شرد بتفكيره أو بتصرفاته.

وأهم ما يجب علينا فعله هو وضع الأمور في نصابها الطبيعي، فكأس العالم لا يعدو كونه لعبة يتنافس فيها بعض الرياضيين، وأن الحياة مليئة بالأمور الهامة والمميزة التي يجب علينا الاهتمام بها، فرسالتنا كمسلمين أسمى وأرقى من أن يكون جل اهتمامات أبنائنا متابعة اللاعب الفلاني أو مشاهدة مسلسل كذا، أو تقليد الشخصية الفلانية، وإنما هناك أهداف أسمى، ولكن ينبغي لنا أن نعالج هذا الأمر بحكمة وروية وليس بالشدة والمنع؛ لأنه سيأتي بنتائج عكسية حتماً.

فأضواء كأس العالم تلمع في عيون الأبناء والشباب، لذا يجب علينا مشاركتهم في اهتماماتهم هذه مع توجيههم التوجيه الصحيح إن حدث أي تجاوز أثناء متابعة كأس العالم، ثم نوضح لهم أن هذه التجاوزات لا تصح، وأن هذا اللاعب خارج الملعب هو إنسان طبيعي تماماً؛ بل أنت كإنسان مسلم تعبد الله وتصلي وتصوم لله عز وجل، وتعرف لماذا خلقت وكيف تكون من أهل الجنة، أنت أفضل منه عند الله، وهو كإنسان غير مسلم لا يعدو كونه ماهر باللعب داخل الملعب!

ثم يجب علينا أن نشحذ همة أبنائنا عند إتمام أي عمل نافع ومفيد، ونزرع فيه الثقة، حتى نحبب إليه الأعمال النافعة، ولا ينساق خلف الأحلام الوردية التي تداعب مخيلته عند مشاهدة لاعبي كأس العالم ويتمنى أن يكون مثلهم.

أحبابنا الكرام إن التحديات في عصرنا الحاضر كثيرة والمغريات أشد كثرة، لكن الجميل والمميز أن الجيل الصاعد مواكب لهذه التحديات وقادر على فهم التكنولوجيا الحديثة والتعامل معها بمهارة، فقط تبقى علينا أن نوجهه لما ينفعه بطريقة حكيمة تلامس قلبه أولاً، فهناك مجالات كثيرة يحبها الجيل الصاعد ويستطيع أن يبدع فيها وينفع نفسه وأمته بها.

مقالات متعلقة

2022‏/11‏/23
57٬840

صورة غريبة لألمانيا بكأس العالم

بمباراة اليوم في كأس العالم بين ألمانيا واليابان، قام منتخب ألمانيا بأخذ صورة جماعية مستفزة قبل المباراة! انقر هنا للمزيد

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة