
شرود الذهن والسهو في الصلاة أمر يقع للكثير وللأسف، وهذا من فعل الشيطان المسمى (خنزب)، فعن عثمان بن أبي العاص، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً» قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. صحيح مسلم (4/ 1728).
وينبغي للمؤمن حين الصلاة أن يستحضر أنه بين يدي الله، وأنه يعبده كأنه يراه؛ حتى يحقق الخشوع في الصلاة ويزول عنه شرود الذهن في الصلاة.
النبي ﷺ لما سئل عن الإحسان قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فإذا كان هذا حال المؤمن حين الصلاة، أن يستحضر أنه قائم بين يدي الله يرجو رحمته ويخشى عقابه ويتلو كتابه العظيم، حينها لن يفكر العقل إلا في رحمة الله، ولن ينشغل القلب إلا بالصلاة، فتبتعد عنه الوساوس وتزول عنه الأفكار الرديئة، فإن الشيطان عند ذكر الله يخنس وعند الغفلة يأتي ويحضر.
فعلى المؤمن أن يستحضر عظمة الله بقلبه وأن يذكره بقلبه مع لسانه.
فإذا كثر عليك أيها المؤمن هذا الأمر فإنك تتفل عن يسارك، تنفث عن يسارك ثلاث مرات، ولو أنك في الصلاة، وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما أوصى النبي ﷺ بهذا عثمان بن أبي العاص، في الحديث السابق.
إذن عندنا أمر قبل الدخول في الصلاة، وهو استحضار عظمة الله أولاً، ثم أمر داخل الصلاة وهو تأمل ما نقرأ وما نتلو وكل أذكار الصلاة وأدعيتها، ثم إن غلبك الشيطان بعد كل هذا فشرد ذهنك وأتتك الوساوس والأفكار الرديئة، فاستعذ بالله من الششطان الرجيم واتفل عن يسارك ثلاثاً.
"واعلم أن الصلاة صحيحة بإذن الله، فإن الوسوسة لا تبطل الصلاة، وهذا السهو الذي قد يعرض والأفكار، لا تبطل به الصلاة، لكن تنقصها وتضعفها، فعليك أن تستعين بالله وأن تسأله التوفيق والهداية والعون على الشيطان وأن تستعيذ بالله من الشيطان أيضًا، ولو في أثناء الصلاة إذا كثر عليك الوسواس.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحُسن عبادته..
شارك الفائدة مع أحبابك، ودلهم على إحسان صلاتهم...