
المبادرة والتبكير إلى الصلاة بحب وشغف.
استوقفتني عبادة عظيمة من السنن المهجورة التي تكاسل الناس عنها، هذه العبادة تجر وراءها كثيرًا من العبادات ولا بد، عبادة تتعلق بها القلوب بعلام الغيوب، عبادة تجعلك من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، (ورجل قلبه معلق بالمساجد)،عبادة تقربك من أهل الصلاح والصلاة تحبهم فتكون معهم (المرء مع من أحب) عبادة من آثارها الخشوع في الصلاة، التي تجد فيها راحة القلب وقرة العين وحلاوة المناجاة إذا أحسناها، إنها عبادة التبكير إلى الذهاب للمسجد قبل الأذان. حبًا للصلاة، واستباقًا لمناجاة الإله.
نذكر بعض العبادات التي تتعلق بها وفضلها لعلها تكون حافزًا لنا
ذكر بعد الوضوء يفتح لك أبواب الجنة الثمانية.
عن عمر - رضي الله عنه - يرفعه: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ) مسلم برقم (234). فجاهد نفسك ولا تنس هذا الذكر بعد الوضوء.
بالمشي إلى المساجد بسكينة ووقار تهيئ لك منزلًا في الجنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً من الجنة كلما غدا أو راح" رواه البخاري (662)، ومسلم برقم (669). (والنزل: ما يُهيأ للضيف عند نزوله) فهل أعددت منزلًا لك في الجنة؟
إذا دخل المسجد وإذا خرج منه يقول ما رواه مسلم عن أبي حميد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك" أخرجه مسلم (713).
الأجر العظيم في انتظار الصلاة.
فإذا مشى إلى الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى فالملائكة تدعو له ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، وهو في صلاة ما انتظر الصلاة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، ذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة" رواه البخاري (647) ومسلم (649).
فإذا سمع الأذان قال مثلما يقول المؤذن، فإذا قال حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يصلي على النبي ويسأل الله تعالى له الوسيلة، فمن فعل ذلك حلت له الشفاعة.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول المؤذن" رواه البخاري (611)، ومسلم (383).
وعن معاوية رضي الله عنه أنه قال لما قال حي على الصلاة: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال: "هكذا سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول". رواه البخاري (613).
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" رواه البخاري (614).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة" رواه مسلم (384).
فلا يكن الحجر والشجر أعظم استجابة للمؤذن منك، فإنه يشهد له يوم القيامة ويذكر ربه ويسبحه.
الصلاة في الصف الأول وأنه خير صفوف الرجال.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء (أي: الأذان) والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا (أي: جعلوا بينهم قرعة)، ولو يعلمون ما في التهجير (أي: التبكير إلى الصلاة) لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة (صلاة العشاء) والصبح لأتوهما ولو حبوًا" رواه البخاري (615)، ومسلم (437). اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
شارك الفائدة مع من أحببت يكتب لك الأجر.