Get AlMosaly now!
Almosaly Articles >> إيمانيات

كيف أصلي؟ صفة صلاة النبي ﷺ

كيف أصلي؟ صفة صلاة النبي ﷺ
2025/09/30
36,774

الصَّلاةُ هيَ صِلَةُ العبدِ بربِّه، وهي عمودُ الإسلام وأعظمُ أركانه بعد الشهادتين، ومِيزانُ الإيمان، ودليلُ صدقِ العبد، ووصيةُ خاتم الأنبياء. والسؤال الجميل هو: كيف أصلي وليس فقط متى أصلي.

فالصلاة هي أوّلُ ما يُحاسَب عليه العبدُ يوم القيامة؛ فإن صلُحَت صلُح سائرُ عمله، وإن فسدت فسد سائرُ عمله. وعندما تسأل نفسك: كيف أصلي حقًّا، تكون قد فتحت باب الهداية.

 قال رسولُ الله ﷺ: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ» [(صحيح) سنن الترمذي (2616)، وابن ماجه (3973)]

ولمّا كانت الصلاةُ بهذه المنزلة العظيمة، كان لزامًا على كلِّ مسلم أن يتعلّم صفة صلاة النبي ﷺ؛ ويسأل كيف أصلي كما صلّى النبي ﷺ؟ ليؤدّيها كما أمر الله ورسوله، تحقيقًا لقول النبي ﷺ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» [صحيح البخاري (٦٣١)]

وفي هذه الفائدة، نعرض صفة صلاة النبي ﷺ كما وردت، خطوةً بخطوة، مع أدلتها الشرعية، فدعونا نعلّم الأجيال: كيف أصلي كما صلّى النبي ﷺ؟

 

صفة صلاة النبي ﷺ في استقبال القبلة والقيام

يستقبل المصلّي القبلة، وهي الكعبة المشرّفة، امتثالًا لأمر الله: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: 144] 

يقفُ المصلي معتدلاً مستقبلًا القبلة.

يجب عليه أن يصلي قائما، وهو ركن إلا على:

المصلي صلاة الخوف، فيجوز له أن يصلي راكبا.

والمريض العاجز عن القيام، فيصلي جالسا إن استطاع، وإلا فعلى جنب.

والمتنفل له أن يصلي راكبا، أو قاعدا إن شاء، ويركع ويسجد إيماء برأسه.

 وكذلك المريض، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه. [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص8)]

 

النيّة

علّم كل من يسأل كيف أصلي؟ أن الصلاة عبادة لا تُقبل إلا بنيةٍ.

النِّيَّةُ محلُّها القلب، ولا داعي للتلفظ بها، ولا بد للمصلي من أن ينوي الصلاة التي قام إليها وتعيينها بقلبه، كفرض الظهر أو العصر، أو سنتهما مثلا» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص13)]

 

تكبيرة الإحرام ركن لا تصح الصلاة بدونها.

من صفة صلاة النبي ﷺ يرفع يديه ممدودتين حذو المنكبين أو حتى يحاذي بهما فروع أذنيه، وأما مس شحمتي الأذنين بإبهاميه، فلا أصل له في السنة.

ويقول: الله أكبر ويرفعهما ممدودة الأصابع، لا يفرج بينهما ولا يضمها، ولا يرفع صوته بالتكبير في كل الصلوات، إلا إذا كان إماما.

ويجوز تبليغ المؤذن تكبير الإمام إلى الناس، إذا وجد المقتضي لذلك، كمرض الإمام، وضعف صوته أو كثرة المصلين خلفه، ولا يكبر المأموم إلا عقب انتهاء الإمام من التكبير.» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص14)]

 

وفي صفة صلاة النبي ﷺ يرفع يديه في أربعة مواضع، وهي:

عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول.

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، ‌وَإِذَا ‌رَفَعَ ‌رَأْسَهُ ‌مِنَ ‌الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أَيْضًا، وَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ. وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ.» [صحيح البخاري (735) واللفظ له، ومسلم (391)]

 

وعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:

كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ. وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ. ‌وَإِذَا ‌رَفَعَ ‌رَأْسَهُ ‌مِنَ ‌الرُّكُوعِ، فَقَالَ "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.» [صحيح مسلم (391)]

 

وعَنْ نَافِعٍ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. رَفَعَ يَدَيْهِ، ‌وَإِذَا ‌قَامَ ‌مِنَ ‌الرَّكْعَتَيْنِ ‌رَفَعَ ‌يَدَيْهِ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى نَبِيِّ اللهِ ﷺ» [صحيح البخاري (739)]

 

وضع اليدين بعد تكبيرة الإحرام

يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره، كما في صفة صلاة النبي ﷺ.

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ.» [صحيح البخاري (740)]

- ويضع اليمنى على ظهر اليسرى، وعلى الرسغ والساعد، وتارة يقبض باليمنى على اليسرى» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص15)]

 

صفة صلاة النبي ﷺ في نظره في القيام

وينظر في قيامه إلى موضع سجوده، ولا يلتفت يمينا، ولا يسارا، فإن الالتفات اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، ولا يجوز أن يرفع بصره إلى السماء.» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص16)]

 

صفة صلاة النبي ﷺ في دعاء ‌الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام

يستحب أن يستفتح القراءة ببعض أدعية الاستفتاح الواردة في صفة صلاة النبي ﷺ وهي كثيرة أشهرها:

1-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ؟ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ:

 ‌اللَّهُمَّ ‌بَاعِدْ ‌بَيْنِي ‌وَبَيْنَ ‌خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ». [صحيح [صحيح البخاري (744) ومسلم (598)]

 

2- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»

[(صحيح) سنن أبي داود (775) والترمذي (242) و(243) وقال: «وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ، وَغَيْرِهِمْ»]

3-عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَالَ:

الْحَمْدُ لِلهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ.

 فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلَاتَهُ قَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا». [صحيح مسلم (600)]

4-عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ:

 اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا،

 فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ.

 قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا! فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ ذَلِكَ». [صحيح مسلم (601)]

 

‌‌ صفة صلاة النبي ﷺ في الذكر بعد الاستفتاح:

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ولها ثلاث صيغ:

الأولى: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»

الثانية: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه وهمزه ونفثه». [(صحيح) صحيح ابن حبان (6598)]

الثالثة: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه». [(صحيح) سنن أبي داود (775) والترمذي (242)]

 

صفة صلاة النبي ﷺ في قراءة الفاتحة

لأتعلم كيف أصلي أقول سرا في الصلاة الجهرية والسرية: بسم الله الرحمن الرحيم.

يقرأ الإمام والمأموم والمنفرد سورة الفاتحة في كل ركعة، فهي ركنٌ لا تصح الصلاة إلا بها، ثم يقرأ ما تيسّر بعدها من القرآن.

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.» [صحيح البخاري (756) ومسلم (394)].

يقرأ (الفاتحة) ويقطعها آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف، ثم يقول: (الرحمن الرحيم) ثم يقف، ثم يقول (مالك يوم الدين) وهكذا حتى آخر السورة، وهكذا كانت قراءة النبي ﷺ كلها، يقف على رؤوس الآي، ولا يصلها بما بعدها، وإن كانت متعلقة المعنى بها.

فمن لم يستطع أجزأه أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

‌‌ صفة صلاة النبي ﷺ في القراءة بعد الفاتحة

لأتعلم كيف أصلي؟ يسن أن يقرأ بعد الفاتحة، سورة أخرى، حتى في صلاة الجنازة، أو بعض الآيات في الركعتين الأوليين.»

«السنة إطالة القراءة في الركعة الأولى أكثر من الثانية.

وأن يجعل القراءة في الأخريين أقصر من الأوليين، قدر النصف» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ (ص19)]

 

‌‌ صفة صلاة النبي ﷺ في الجهر والإسرار بالقراءة

كيف أصلي أجهر بالقراءة في صلاة الصبح، والجمعة، والعيدين، والاستسقاء، والكسوف، والأوليين من صلاة المغرب والعشاء. ويسر بها في صلاة الظهر والعصر، وفي الثالثة من صلاة المغرب، والأخريين من صلاة العشاء.

 ويجوز للإمام أن يسمعهم الآية أحيانا في الصلاة السرية.

وأما الوتر وصلاة الليل، فيسر فيها تارة، ويجهر تارة، ويتوسط في رفع الصوت.» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ (ص20)]

 

صفة صلاة النبي ﷺ في الركوع

إذا فرغ من القراءة سكت سكتة لطيفة.

ثم يرفع يديه مكبراً ليركع ويضع اليدين على الركبتين، مفرجتي الأصابع، ويجافي عضديه عن جانبيه، ويسوي ظهره برأسه فلا يقوسه ولا يخفض رأسه، ولا يرفعه، ولكن يجعله مساويا لظهره.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ ‌يُشْخِصْ ‌رَأْسَهُ ‌وَلَمْ ‌يُصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ.

وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا، وَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ، وَكَانَ يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ، وَيَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ. وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ» [صحيح مسلم (498)]

ويقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات أو أكثر

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: ‌سُبْحَانَكَ ‌اللَّهُمَّ ‌رَبَّنَا ‌وَبِحَمْدِكَ، ‌اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي». [صحيح البخاري (4293)]

وعن عائشة؛ قالت: كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: ‌سُبُّوحٌ ‌قُدُّوسٌ ‌رَبُّ ‌الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ». [صحيح مسلم (487)]

وقد قال ﷺ: «فأما ‌الركوع ‌فعظموا ‌فيه ‌الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» [صحيح مسلم (479)]

 

صفة صلاة النبي ﷺ في الرفع من الركوع

ثم يرفع صلبه من الركوع، ويقول في أثناء الاعتدال:

«سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه» ثم يقول وهو قائم: «ربّنا ولك الحمد» أو ‌رَبَّنَا ‌وَلَكَ ‌الْحَمْدُ ‌حَمْدًا ‌كَثِيرًا ‌طَيِّبًا ‌مُبَارَكًا ‌فِيهِ.

عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: «كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ:

 ‌رَبَّنَا ‌وَلَكَ ‌الْحَمْدُ ‌حَمْدًا ‌كَثِيرًا ‌طَيِّبًا ‌مُبَارَكًا ‌فِيهِ،

 فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟. قَالَ: أَنَا، قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ.» [صحيح البخاري (799)]

 

كيف أصلي في السجود والجلوس بين السجدتين

يهوي إلى السجود مكبراً، على سبعة أعضاء: الجبهة مع الأنف، الكفّين، الركبتين، أطراف القدمين. قائلًا: اللَّهُ أَكْبَرُ

 ويقول: «سبحان ربّي الأعلى» ثلاثًا أو أكثر. ويكثر من الدعاء.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «‌أَقْرَبُ ‌مَا ‌يَكُونُ ‌الْعَبْدُ ‌مِنْ ‌رَبِّهِ ‌وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ.» [صحيح مسلم (482)]

فإذا سجد- وهو ركن- اعتمد على كفيه وبسطهما. ويضم أصابعهما، ويوجههما إلى القبلة، ويجعل كفيه حذو منكبيه، وتارة يجعلهما حذو أذنيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض، وجوبا، ولا. يبسطهما بسط الكلب.

ويمكن أنفه وجبهته من الأرض، وهذا ركن، ويمكن أيضا ركبتيه. وكذا أطراف قدميه، وينصبهما، وهذا كله واجب، ويستقبل بأطراف أصابعهما القبلة، ويرصّ عقبيه.

ولا يجوز أن يقرأ القرآن وهو ساجد.

ثم يرفع قائلًا: اللَّهُ أَكْبَرُ، ويجلس مفترشاً على قدمه اليسرى، ناصبًا اليمنى، ويقول: رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي. [سنن أبي داود (874)]

ثم يسجد السجدة الثانية على نفس الهيئة.

 

كيف أصلي الركعة الثانية

ثم ينهض معتمدا على الأرض بيديه المقبوضتين كما يقبضهما العاجن إلى الركعة الثانية، وهي ركن، ويصنع فيها ما صنع في الأولى، إلا أنه لا يقرأ فيها دعاء الاستفتاح، ويجعلها أقصر من الركعة الأولى.

 

كيف أصلي صلاة النبي ﷺ في الجلوس للتشهّد

فإذا فرغ من الركعة الثانية قعد للتشهد، وهو واجب، ويجلس مفترشا ولا يجوز الإقعاء هنا.

- ويضع كفه اليمنى على فخذه وركبته اليمنى، ونهاية مرفقه الأيمن على فخذه لا يبعده عنه، ويبسط كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، ولا يجوز أن يجلس معتمدا على يده، وخصوصا اليسرى.

 ويقول: «التَّحيَّاتُ لله، والصَّلواتُ والطَّيِّبات، السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه».

وفي التشهد الأخير يضيف الصلاة الإبراهيمية:

‌اللَّهُمَّ ‌صَلِّ ‌عَلَى ‌مُحَمَّدٍ ‌وَعَلَى ‌آلِ ‌مُحَمَّدٍ ‌كَمَا ‌صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.» [صحيح البخاري (3370) ومسلم (406)]

 

‌‌صفة صلاة النبي ﷺ في تحريك الأصبع والنظر إليها

يقبض أصابع كفه اليمنى كلها، ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى تارة، وتارة يُحلق بهما حلقة، ويشير بإصبعه السبابة إلى القبلة، ويرمي ببصره إليها، ويحركها يدعو بها من أول التشهد إلى آخره، ولا يشير بإصبع يده اليسرى، ويفعل هذا كله في كل تشهد.» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص29)]

 

كيف أصلي الركعة الثالثة والرابعة

«ثم ينهض إلى الركعة الثالثة، وكذلك يفعل إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة، ولكنه قبل أن ينهض يستوي قاعدا على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، ثم يقوم معتمدا على يديه كما فعل في قيامه إلى الركعة الثانية، ثم يقرأ في كل من الثالثة والرابعة سورة (الفاتحة) وجوبا، ويضيف إليها آية أو أكثر أحيانا.» [تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ(ص31)]

 

‌‌ صفة صلاة النبي ﷺ في التشهد الأخير والتورك:

ثم يقعد للتشهد الأخير، وكلاهما واجب، ويصنع فيه ما صنع في التشهد الأول، إلا أنه يجلس فيه متوركا، يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض، ويخرج قدميه من ناحية واحدة، ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى، وينصب قدمه اليمنى، ويجوز فرشها أحيانا، ويلقم كفه اليسرى ركبته، يعتمد عليها.

 

الصلاة على النبي ﷺ والتعوذ من الأربع

يجب عليه في هذا التشهد الصلاة على النبي ﷺ، ويختم بالدعاء، ثم يسلّم عن اليمين ثم عن اليسار قائلاً: «السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله»

 

صفة صلاة النبي ﷺ في الدعاء قبل السلام

وأن يستعيذ بالله من أربع:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ:

 ‌اللَّهُمَّ ‌إِنِّي ‌أَعُوذُ ‌بِكَ ‌مِنْ ‌عَذَابِ ‌جَهَنَّمَ، ‌وَمِنْ ‌عَذَابِ ‌الْقَبْرِ، ‌وَمِنْ ‌فِتْنَةِ ‌الْمَحْيَا ‌وَالْمَمَاتِ، ‌وَمِنْ ‌شَرِّ ‌فِتْنَةِ ‌الْمَسِيحِ ‌الدَّجَّالِ. [صحيح مسلم (588)]

ويدعو لنفسه بما بدا له مما ثبت في الكتاب والسنة، وهو كثير طيب، فإن لم يكن عنده شيء منه، دعا بما تيسر له مما ينفعه في دينه أو دنياه.

 

‌‌ صفة صلاة النبي ﷺ في التسليم

يسلم عن يمينه، وهو ركن، حتى يرى بياض خده الأيمن، وعن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر، ولو في صلاة الجنازة.

 

صفة صلاة النبي ﷺ في الجهر والإسرار

في صلاة الفجر والمغرب والعشاء: يجهر الإمام بالقراءة.

في صلاة الظهر والعصر: تُقرأ سرًّا.

النوافل تُصلَّى غالبًا سرًّا، إلا قيام الليل فجهرًا.

كان ﷺ يُطيل في قيام الليل، ويجعل السجود قريبًا من القيام في الطول.

خاتمة

أيّها الأحبّة، هذه هي صفة صلاة النبي ﷺ كما علّمنا، فهل أجبنا على السؤال كيف أصلي كما صلى النبي ﷺ؟ نحتاج أن نروي للجيل الجديد صفة صلاة النبي ﷺ ليصلي كما صلى رسول الله ﷺ.

فلنحرص على تعلّمها وتعليمها لأهلنا وأولادنا، ولنستشعر أنّنا حين نقول: «الله أكبر» نُعلن أن الله أكبر من الدنيا وما فيها، ونتعلم صفة صلاة النبي ﷺ فها قد عرفتم كيف أصلي كما صلى النبي ﷺ، فالاقتداءُ به ﷺ في صلاته، هو السبيل لإقامة الصلاة حقًّا لا شكلاً، فلنراجع صلاتنا، ولنُحيي فيها روحَ الخشوع والتأسي واليقين، ومن لم يسأل يومًا كيف أصلي فليبدأ الآن.

لا تنسَ مشاركة هذه الفائدة مع من تحب، فقد تكون سببًا في تصحيح صلاته!

«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

______

للاستزادة

https://islamqa.info/ar/answers/104434

https://islamqa.info/ar/answers/13340

https://islamqa.info/ar/answers/21985

1.     صفة صلاة النبي ﷺ العثيمين

2.     صفة صلاة النبي ﷺ للألباني

Search

Most Viewed

Related Articles

2025/09/17
28,828

المسارعة إلى الخيرات (2)

المسارعة إلى الخيرات، من بادر سبق، ومن سبق فاز، ومن فاز سعد في الدنيا والآخرة..لا تتأخر عن ميادين الطاعة، فالسعادة هناك

2025/09/17
31,987

المسارعة إلى الخيرات (3)

المسارعة إلى الخيرات، طريق المؤمنين وصفة المتقين، ودليل صدق العبد مع ربه، وبرهان محبته، وزاد رحلته إلى الآخرة.

2025/09/22
25,397

من أهوال القيامة: النفخ في الصور

النفخ في الصور: من الأهوال ِالعظيمة ليوم القيامة التي يجب على المسلم أن يُؤمن بها ويستعدّ لها

With the Al-Mosaly app, Know the nearby mosques, wherever you are, with the utmost accuracy.

Download Now

Madar Programming © 2025 All rights reserved for Madar Programming

Powered by Madar Software