
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مِن القربات العظيمة، والطاعات الجليلة التي ندبَ الشرعُ إليها، وهي مِن أنفَع أدعية العبد له في الدُّنيا والآخرة، ومِن لوازم وتمام محبَّته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره وأداء حقِّه.
وقد وردَ في ذلك عِدَّةُ صِيَغ صَحيحة، ومن هذه الصِّيغ وأشهرها: الصِّيغتان اللَّتان علَّمهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم لمَّا سألوه عن كيفيَّة الصَّلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وهما:
الصيغة الأولى: «اللهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد». رواه البخاري (3370)، ومسلم (406)، من حديث كعب بن عجُرة رضي الله عنه.
والصيغة الثانية: «اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد». رواه البخاري (3369)، ومسلم (407)، مِن حديث أبي حُمَيد السَّاعدي رضي الله عنه.
فقوله: «صل» دعاء بصيغة فعل الأمر، مبني على حذف حرف العلة.
ففعل الأمر حينما يكون من الأعلى للأدنى يسمى: أمرًا، ومن الأدنى للأعلى يسمى: دعاءً.
إذن عند قولنا: «اللهم صل على محمد»، أو «يا رب صل على محمد» تكتب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هكذا: «صل» دون ياء بعدها.
أما «صلي» بإثبات الياء في آخرها، هو أمر للأنثى، والياء فيه ياء الفاعلة، ومثاله قول الله تعالى لمريم - عليها السلام -: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم: 26].
وأما قولنا: محمد صلى الله عليه وسلم، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هنا، فعل ماض، وبالتالي فهي تكتب هكذا: «صلى» بألف لينة في آخرها، وليست هذه ياء كما يظن كثير من المتابعين الكرام.
ومعناها: مزيدًا من الرحمة والثناء عليه. قال القرطبي في تفسيره: والصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره.
فجملة صلى الله عليه وسلم، تعني أن قائلها يسأل الله تعالى مزيدًا من الرحمة والثناء والأمان لرسوله صلى الله عليه وسلم. فهي جملة خبرية لكنها تتضمن معنى الدعاء والطلب.
والخلاصة: أنه عند الدعاء بقولك: «اللهم صل على محمد» أو «يا رب صل على محمد» فإن الصلاة تكتب هكذا: «صل» وليس هكذا «صلي» بإثبات الياء في آخرها.
وعند قولك: «صلى الله عليه وسلم» أو «محمد صلى الله عليه وسلم» أو «رسول الله صلى الله عليه وسلم»، تكتب هكذا بألف لينة في آخرها.