مدونة المصلي >> أخرى

معركة عين التمر

معركة عين التمر
2019‏/03‏/17
5٬432

كان القائد «خالد بن الوليد» في معركة جسر الجمال قد قرر التخلص من الحاميات الفارسية المتمركزة في منطقتي الأنبار وعين التمر، وذلك قبل التوجه لنجدة المسلمين المحاصرين في منطقة «دومة الجندل»، وقد استطاع خالد بالفعل القضاء على حاميات الأنبار في معركة جسر الجمال وذلك في 4 رجب 12هـ، وبعدها توجه بسرعة إلى منطقة «عين التمر».

كانت الحامية الأخرى المتمركزة في «عين التمر» مكونة من قوتين: قوة فارسية بقيادة «مهران بن بهرام» وقوة عربية نصرانية مكونة من خليط من قبائل «تغلب» و«إياد» بقيادة «عقة بن أبي عقة» وكان أحمق مغرورًا، دفعه غروره وحمقه لأن يطلب من الفرس الانفراد بقتال المسلمين، وقال لمهران: «إن العرب أعلم العرب، فدعنا وخالدًا»، ولنا أن نفهم النفسية المريضة التي دفعت «عقة» لهذا الطلب العجيب، فالغرور والحقد والعداوة الصليبية والرغبة في الفخر والزهو وتحقيق الأمجاد بالنصر على المسلمين وقائدهم «خالد» الذي لم تنهزم له راية من قبل، كلها أمور دفعت «عقة» لأن يطلب حتفه ويسعى إليه بقدميه كما يقولون، وقد وافق الفرس على هذا الطلب فورًا، ليكون هذا الأحمق ومن أطاعه درعًا واقيًا للفرس من هجمات المسلمين.

تمادى «عقة» في حمقه وغروره وقرر الخروج لقتال المسلمين خارج المدينة في الصحراء الواسعة التي هي في الأصل ميدان القتال المفضل عند المسلمين الذين هم أساتذة قتال الصاعقة والكر والفر. وصل عقة وجنوده النصارى إلى منطقة الكوخ واستعد لمواجهة المسلمين الذين وصلوا لأرض المعركة في 11 رجب سنة 12هـ، وبنظرة الفاحص الخبير بنفوس المحاربين علم خالد أن هذا الرجل شديد الغرور، فقرر القيام بحيلة بارعة شجاعة وشديدة الجراءة في نفس الوقت، استشار فيها قواده فوافقوا عليها جميعًا، فالكل أبطال وجميعهم مثل خالد، وتقوم الفكرة على انتخاب مجموعة فدائية صغيرة تنقض على صفوف العدو وتخطف قائدهم الأحمق المغرور.

وبالفعل انقضت كتيبة الصاعقة على «عقة» وهو مشغول بتسوية الصفوف وخطفوه كالطفل الصغير، وعندها تجمدت الدماء في عروق العرب المتنصرة وركبهم الفزع الشديد وفروا من أرض المعركة من دون أن يسلوا سيفًا واحدًا في أسرع هزيمة في تاريخ العرب وربما العالم بأسره، وعندما وصلت الأخبار للفرس فروا من المدينة وتركوها تواجه مصيرها المحتوم مع المسلمين، فحاولوا طلب الصلح من خالد ولكنه رفض لأنهم محاربون، إضافة لكونهم من العرب ومن أهل الكتاب وهذا يعني بمتقضى العرق والديانة أن يكونوا مع المسلمين ضد الفرس عباد النار، لذلك رفض خالد مصالحتهم وقبض عليهم وأعدم المحاربين جميعًا وبدأ بزعيمهم الأحمق المغرور «عقة بن أبي عقة».

راجع: تاريخ الرسل والملوك (2/324)، الكامل في التاريخ (2/246)، البداية والنهاية (6/343)، المنتظم (4/107)، أيام الإسلام ص42، القادسية وفتوح العراق ص189.

ellipse

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة