مجزرة مدينة صيدا

بعد أن انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني سنة 1398هـ نتيجة للضغوط الدولية، بدأت المقاومة الفلسطينية تستعيد شيئًا من عافيتها وتقوم ببعض العمليات الفدائية ثم جاءت الضربة المدوية للمقاومة الفلسطينية عندما قامت مجموعة أبو نضال باغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، فردت إسرائيل العملية بالاكتساح الشامل للبنان بعد ذلك بثلاثة أيام من أجل إنهاء الوجود الفلسطيني تمامًا من لبنان.

بعد خروج حركة فتح من لبنان وتوجهها إلى تونس أصبحت المخيمات الفلسطينية في لبنان بلا حراسة، فقامت إسرائيل ونصارى لبنان بسلسلة من المجازر المرعبة في هذه المخيمات على رأسها مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1402، وكان هناك العديد من الجيوب في لبنان ما زالت تقاوم العدوان الصهيوني، تركزت هذه الجيوب في مدينة صيدا الساحلية في جنوب لبنان، وانطلاقًا من صيدا قامت المجموعات الفدائية بعدة عمليات ناجحة على اليهود، ولما تزايدت حدة المقاومة قرر اليهود الهجوم على المدينة.

وفي يوم 4 ربيع الآخر 1404 هـ 7 يناير 1984م قامت إسرائيل بهجوم بري كبير على مدينة صيدا مستخدمة الدبابات والمدرعات، قتل خلاله المئات من سكان المدينة وأصيب الآلاف وقصفت الطائرات البنية التحتية للمدينة، وتم تدمير معظم المدينة في هذا الهجوم الوحشي الشرس وهدأت جدًا التهديدات الفدائية لإسرائيل.