هو الأمير البطل الشجاع مودود بن التونتكين أمير الموصل، وأول من جمع المسلمين لقتال الصليبيين بالشام بعد سقوط بيت المقدس، وأول من حقق انتصارات على الصليبيين، وأول من حاول توحيد الصف المسلم المتنافر بالشام، وكان السلطان محمد السلجوقي قد أرسله للموصل سنة 502هـ لضعف أهلها عن قتال الصليبيين، واستطاع أن يقنع أمير سنجار وأمير دمشق بالاتحاد في جيش واحد، حقق به الانتصار على الصليبيين في 13 محرم سنة 507هـ.
وبعد هذا الفوز العظيم والأول على الصليبيين دخل الأمير مودود دمشق مع أميرها «طغتكين» ليؤدي صلاة الجمعة وذلك في يوم 21 ربيع الأول سنة 507هـ، فلما فرغوا من الصلاة وخرجوا إلى صحن الجامع ويد مودود في يد طغتكين، وفجأة وثب عليه «باطني» فطعنه بخنجر أربع مرات وقتله الحراس في الحال، وحمل مودود إلى بيت طغتكين وكان صائمًا فاجتهدوا به ليفطر فلم يفعل وقال: لا لقيت الله إلا صائمًا ثم مات رحمه الله، وكان الباطنية قد تخصصوا في قتل العلماء والعباد والأمراء والوزراء وقادة الأمة في أي مجال من أجل القضاء على هذه الأمة، فهم أشد عداوة للأمة والمسلمين من اليهود والنصارى، ومن النوادر أن ملك القدس «بلدوين» قد أرسل إلى طغتكين برسالة بعد قتل الأمير مودود يقول فيها: إن أمة قتلت عميدها يوم عيدها وفي بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها.
راجع ما يلي: الكامل في التاريخ (9/149)، البداية والنهاية (12/189)، الروضتين (1/105)، النجوم الزاهرة (5/207)، شذرات الذهب (2/21)، العبر (4/12).