هو أمير المؤمنين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أكثر شخصية ثارت حولها الأقاويل والأباطيل، والناس فيه بين مغالٍ ومجافٍ والتوسط في أمره هو الصواب، والذي عليه أهل السنة.
ولد يزيد سنة 26هـ، وأبوه واليًا على الشام أيام أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فلما شب عن الطوق كان أبوه خليفة، فتوسم فيه أبوه النجابة، فأرسله على رأس الجيش الذي غزا القسطنطينية لأول مرة سنة 49هـ، وهذه هي المنقبة الكبيرة ليزيد، إذ ورد الحديث الصحيح في فضل أول جيش يغزو بلاد قيصر ووعد الله عز وجل لهم بالمغفرة، ثم جعله أبوه أميرًا على موسم الحج مرتين.
تولى الخلافة سنة 60هـ فوقعت في عهده أحداث جسام غيرت مسار التاريخ الإسلامي. وأوقعت الأمة في هوة خلافات وشقاق مازالت تعاني منه لوقتنا الحالي، ومن أهم الأحداث التي وقعت في عهده:
1ـ حادثة كربلاء ومقتل الحسين رضي الله عنه وآل بيته، وما نشأ عن ذلك من ظهور فرقة الشيعة، وما حدث لها من تداعيات وتشققات أفرزت لنا فرقًا وجماعات تعمل ضد الإسلام.
2ـ موقعة الحرة والهجوم على المدينة والمقتلة الكبيرة التي وقعت بأهلها والتي أدت لظهور العصبيات القبلية بين عرب الشام وعرب الحجاز.
3ـ حصار مكة للقضاء على ثورة ابن الزبير، ورمي البلد الحرام بالمنجنيق.
وكلها أمور وإن كانت تمت على يد الولاة إلا أنها كانت بعلم «يزيد» وعدم إنكاره، وكلها أمور أدت لطمس حسناته وأعماله الصالحة من جهاد وعطاء، وقد توفي في 14 ربيع أول 64هـ الموافق 10 نوفمبر 683م.
راجع ما يلي: تاريخ الرسل والملوك، الكامل في التاريخ، البداية والنهاية، محاضرات في تاريخ الدولة الأموية.