
ها هو نبيُّ اللهِ موسى -عليه السلام- قد أحاطَ به بلاءٌ شديدٌ؛ حيث قَتلَ -بالخطأ- قِبطيًّا في مِصرَ، وعَلِمَ أنَّ فرعونَ يبحثُ عنه لإحضارِه وقَتْلِه؛ فَفَرَّ هاربًا بلا دابةٍ ولا زَادٍ، وظَلَّ سائرًا في خوفٍ وترقُّبٍ، وانتهى به الفِرارُ إلى أرضِ "مَدْيَنَ"، بعدَ رحلةٍ شاقَّةٍ قد أذَابَتْ نَعلَه من طُولِ المَسيرِ، فاستلقَى في الظِّلِّ بعدَ أنْ أَمَّنَه اللهُ بعدَ خوفٍ، وقال مُناجيًا: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
فهكذا يكونُ اعترافُ العبدِ بفضلِ ربِّه عليه، وهكذا يكون افتقار العبد لله تعالى بعد زوال الشدة والبلاء، فينبغي أن يدفع وقتُ الرخاءِ والأمنِ العبدَ دفعًا إلى رفع يديه بالدعاء المُفتقِر إلى الله تعالى؛ فهكذا حال الأنبياء وهكذا ينبغي أن يكون حال المؤمن!
شارِك بالتعليق وحدِّثنا عن موقف تذكرتَ فيه تلك الآية.