
عن أبي يعقوب المدني قال: كان بين حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وبين علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، بعض الأمر، أي وقع بينهم خلاف، فجاء حسن بن حسن إلى علي بن حسين وهو مع أصحابه في المسجد، فما ترك شيئًا إلا قاله له، أي عاتبه وذكر له كل ما في نفسه. قال: وعلي ساكت، فانصرف حسن.
فلما كان الليل، أتاه في منزله، فقرع عليه بابه، فخرج إليه فقال له علي: يا أخي، إن كنتَ صادقًا فيما قلت لي، يغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا يغفر الله لك، السلام عليكم، وولى. أي ذهب وتركه.
قال: فاتبعه حسن فلحقه، فالتزمه من خلفه، وبكى حتى رثى له.
إن لحظات الانفعال في حياتنا كثيرة، ولا يسلم منها أحد، إلا من رحم ربي، فإذا ما أتاك أخوك وهو يعتب عليك في أمر، أو ينفعل عليك في موقف، فاسمع منه حتى ينتهي، وحاول أن تكون ردة فعلك هادئة متماسكة، ففي هذا التماسك منفعة عظيمة، منها أنه سيفرغ ما في داخله ويهدأ بعدها، ومنها أنه سيراجع نفسه ويعود إلى رشده، ثم يهدأ ما بينكما ويمكنكما التصالح حينها، فعليك أن تتلمس لأخيك مائة عذر في انفعاله، ثم انظر إلى أثر هذا الإمهال منك، فكلنا ذو خطأ، {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]
حدثنا في التعليقات عن موقف عفوت فيه عن حبيب لك، أو عفا هو عنك....
انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (41/395)، سير أعلام النبلاء (4/397).