
إن فتح أبواب السماء فرصة عظيمة يجب علينا أن نغتنمها، فما بالنا إذا كانت هذه الفرصة تتكرر كل يوم!
ومعنى (تفتح أبواب السماء) أي أن كل طاعة أو عمل صالح يقوم به المسلم فإنه يصعد إلى السماء ويكتب له القبول بإذن الله إن أخلص الإنسان فيه.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الطاعة في مثل هذه الأوقات المباركة، حيث كان يحب أن يكتب له فيها عمل صالح.
ما أجمل ما يعلمنا إياه حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فاحرص في مثل هذه الأوقات أن تكون المصلي أو تكثر من الذكر أو القارئ للقرآن أو صاحب الصدقة أو تكثر من الدعاء، وغيرها من الأعمال الصالحة.
وأما هذا الوقت المبارك فهو بعد زوال الشمس وحتى صلاة الظهر، فعن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ أبوابَ السماءِ تُفْتحُ إلى زوالِ الشمسِ، فلا تُرْتَجُ حتى يُصلَّى الظهرُ، فأحبُّ أن يُصعدَ لي فيها خيرٌ». صحيح الجامع.
وعن عبدالله بن السائب أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبلَ الظهرِ وقال: «إنها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماءِ، وأُحبُّ أن يصعَد لي فيها عملٌ صالحٌ» صحيح الترمذي (478).
فمعنى: "بعدَ أن تَزولَ الشَّمسُ"، أي: بعدَ أن تَبدَأَ الشَّمسُ في المَيلِ مِن وسَطِ السَّماءِ إلى ناحيةِ الغربِ؛ وذلك "قبلَ الظُّهرِ"، أي: قبلَ أداءِ صلاةِ الظُّهرِ حتى إقامة صلاة الظهر.
المقصودُ أنَّ الشَّمسَ عِندَما تتَعامَدُ على الأرضِ في وقتِ الظَّهيرةِ، ثمَّ تَبدَأُ في الميلِ ناحِيةَ الغربِ، فهذا هو بِدايةُ زَوالِ الشَّمسِ، أي: ذَهابِها وغُروبِها.
وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّها ساعةٌ"، أي: وقتُ الزَّوالِ هذا، "تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ"، أي: يتقبَّلُ اللهُ في هذا الوقتِ الأعمالَ والدُّعاءَ.
"وأُحِبُّ أن يَصعَدَ لي فيها عمَلٌ صالحٌ"، أي: فأحبَبتُ أن أظفَرَ بعمَلٍ صالحٍ في هذا الوقتِ المبارَكِ فيُرفَعُ وأبوابُ السَّماءِ مَفتوحةٌ؛ فهو أَدْعى للقَبولِ، كما قال تَعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وهذا مِن تَحيُّنِ الأوقاتِ المبارَكةِ، والإكثارِ مِن العمَلِ الصَّالحِ فيها.
فاحرص على هذه الغنيمة الباردة، وذكر بها غيرك بمشاركتك لهذه الفائدة معهم، وكن شريكًا لهم في الأجر بإذن الله… انشر تؤجر