
المطر نعمة عظيمة من المولى عز وجل، فهو دليل الخير وطمأنينة للنفس، وجعل الله في المطر النافع فوائد عدة.
فوائد المطر:
أولاً: سبب لوجود الرزق لقوله تعالى {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ}[ البقرة:22].
ثانياً: إحياء الأرض لقوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[البقرة:164].
ثالثاً: مطهِّر لقوله تعالى: {..وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ..} [الأنفال:11].
رابعاً: يستفاد منه للشرب وسقي الزرع لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل:10].
رابعاً: تنزل المطر مُذهِب للخوف: قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} [الأنفال:11].
جاء في الآية أن الماء النازل كان سبباً لأمور عدة وهي:
- التطهير بالماء النازل.
- إذهاب رجز الشيطان.
- الربط على قلوب المؤمنين.
- تثبيت أقدامهم.
السنن عند نزول المطر:
أولاً: التعرض له: عن أنس –رضي الله عنه- قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله ﷺ ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديث عهد بربه تعالى». صحيح مسلم (898).
ثانياً: أن نقول الذكر الوارد عند نزول المطر، وقد وردت عدة أذكار منها:
أ. «اللهم صيبًا نافعًا» فعن عائشة رضي الله عنها أن رسـول الله ﷺ كان إذا رأى المطر قال: «صيبًا نافعًا» صحيح البخـاري (985).
ب. أن نسأل الله أن يكون رحمة، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يقول إذا رأى المطر: «رحمة» صحيح مسلم (899).
ج. «مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله» صحيح البخاري (3916).
ماذا نفعل إذا كثر المطر وخيف ضرره؟
علمنا النبي ﷺ أن نقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر». صحيح البخاري (967).
د. وإن صاحب المطر صوت الرعد والصواعق فنقول: «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك». مسند أحمد (2/100) والأدب المفرد للبخاري (721) وسنن الترمذي (350).
وكان ابن الزبير رضي الله عنه إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. موطأ مالك (1801).
جمع الصلاة عند المطر الغزير:
لا بأس بالجمع بين الصلاتين إذا كثر المطر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله ﷺ الظهر والعصر جميعًا بالمدينة من غير خوف ولا سفر.
قال أبو الزبير: فسألت سعيدًا لم فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج أحدًا من أمته. صحيح مسلم (705).
أي صلاهما في وقت المطر الشديد.
كما يسن الصلاة في الرحال أو في البيت عند نـزول المطر مع شدة البرد؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال: ألا صلوا في الرحال ثم قال كان رسول الله ﷺ يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول «ألا صلوا في الرحال» صحيح مسلم (697).
شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على هدي النبي ﷺ في مثل هذه الأوقات الطيبة....