
جميعنا يبحث عن تحقيق غاياته وأهدافه، ويبذل في كل هذا وسعه وجهده، وعلى قدر جهدك وتعبك يعطيك المولى عز وجل، ومن جميل رحمته سبحانه بعباده أن أعطاهم نعمة عظيمة تعينهم على تحقيق الأهداف والوصول إلى المراد، وحتى من لم يصل من عباده إلى غايته جعل له بهذه النعمة خصال أخرى لا يستغني عنها أي إنسان.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». مسند أحمد (11133)، بسند صحيح.
انظر إلى حال الصحابة حينما قالوا: إذًا نكثر، دليل فطنة وذكاء، علموا أن لهم بكل دعوة إحدى ثلاث، هذه الثلاث لا يستغني مسلم عن إحداها، فقالوا إذًا نكثر من الدعاء، فدعوات يُصرف بها عنا السوء، ودعوات تُدخر لنا في الآخرة، ودعوات تُعجل لنا في الدنيا، فقط علينا بالإكثار من الدعاء، والإلحاح في الدعاء، والإخلاص في الدعاء، والصدق في الدعاء.
فمن يدعو بالنجاح والوصول إلى أهدافه، يوشك أن يصل، ومن يدعو بالصحة والعافية، يوشك أن يكون صحيحًا معافى، ومن يدعو بالستر وسعة الرزق، يوشك أن يكون مستورًا ميسورًا، ومن يدعو برفع الابتلاء عنه، يوشك أن يُرفع عنه، ومن يدعو بزوال الهم، يوشك أن يزول...