
كان النبي ﷺ بعد صلاة العصر – وفي رواية بعد كل صلاة - يهمس بدعاء لا يسمعه الصحابة، فأخبرهم النبي ﷺ قصة عجيبة لهذا الدعاء.
فعن صهيب رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى العَصْرَ هَمَسَ - وَالهَمْسُ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ تَحَرُّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ - فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا صَلَّيْتَ العَصْرَ هَمَسْتَ؟ قَالَ: «إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أُعْجِبَ بِأُمَّتِهِ فَقَالَ: مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْهُمْ بَيْنَ أَنْ أَنْتَقِمَ مِنْهُمْ وَبَيْنَ أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، فَاخْتَارُوا النِّقْمَةَ، فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ المَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفًا».
مسند أحمد (23927) بإسناد صحيح، سنن الترمذي (3340)، بإسناد صحيح، واللفظ له.
فانظر كيف أن لحظة إعجابٍ أردفتها العقوبة الإلهيّة العاجلة! وكلّما مرّت ذكرى هذه القصّة الأليمة في فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهج لسانه بالبراءة من كلّ حولٍ وقوّةٍ سوى الله عزّ وجل، خوفًا على أمته أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم: (اللهم بك أقاتل، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بالله ).
والحديث يدلّ على: المراقبة الدائمة من الصحابة لنبيّهم عليه الصلاة والسلام، ليقتدوا به ويتأسوا بأفعاله، ولهذا استحقّ ذلك الجيل المنزلة العالية والتزكية البالغة من الله تعالى.
وتدلّ القصّة على خطر الإعجاب بالنفس.
شارك الفائدة مع أحبابك، واكتب لنا بالتعليقات أكثر ما تدعو به في صلاتك وبعدها، أو شاركنا دعاءً من نافذة الدعاء مع المصلي