ذكر مخصوص لصلوات معينة كان يؤديها النبي ﷺ بالبيت!

الأفضل أن تُصلى صلاة النافلة في البيوت لما ثبت ذلك من قوله وفعله صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً». رواه البخاري ( 422 ) ومسلم ( 777 ). والمراد به: صلاة النافلة، أي : صلوا النوافل في بيوتكم . شرح مسلم  ( 6 / 67 ).

ومن هذه الصلوات التي تُصلى في البيت:

أولاً: صلاة الضحى وهي سنة مؤكدة ، ثبت فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى مسلم (1176) من حديث عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ».

ووقتها يبدأ بارتفاع الشمس قيد رمح، وهذا يقدر من الدقائق بنحو ربع ساعة أو أكثر قليلا أو أقل قليلا، من شروق الشمس، ولو انتهى به المصلي إلى عشرين دقيقة مثلا كان أحوط، وينتهي وقتها حين استواء الشمس في كبد السماء، والذي يكون قبل زوال الشمس بزمن ٍقليلٍ حوالي عشر دقائق، وحين يبدأ زوال الشمس وميلها عن كبد السماء، يبدأ وقت صلاة الظهر.

ولقد خص النبي صلى الله عليه صلاة الضحى بذكر مخصوص بعدها، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضُحى ثُم قَال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وتُب عَلي إنَّك أَنت التَّوابُ الرَّحيم» حَتَّى قَالها مَائة مَرة. صحيح الأدب المفرد (619/ 483).

ثانياً: صلاة الوتر: وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، حتى رأى بعض العلماء – وهم الحنفية – أنها من الواجبات، ولكن الصحيح أنها من السنن المؤكدة التي ينبغي على المسلم المحافظة عليها وعدم تركها.

ويبدأ وقت صلاة الوتر من حين أن يصلي الإنسان العشاء، إلى طلوع الفجر ، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلاةٍ وهي الْوِتْرُ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ». سنن الترمذي (425) بسند صحيح.

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَمُدُّ صَوْتَهُ فِي الثَّالِثَةِ وَيَرْفَعُ». صحيح النسائي (1752).