
جميعاً يبحث عن أعمال يسيرة بمقابل عظيم، فمن الذي يريد أن يُكثر من الأعمال والأشغال ويتعب نفسه في مقابل ضئيل؟ بالطبع لا يوجد.
ومن رحمة الله عز وجل بنا أن رتب على بعض الأعمال والطاعات اليسيرة والبسيطة، الثواب العظيم والعطاء الجزيل.
فلك أن تتخيل أنه باستطاعتك أن تكون من اهل شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، بذكر يسير تقوله، في دقيقة واحدة، وموضوع هذا الذكر يتككر كل يوم وليلة خمس مرات.
فأي ثواب وعطاء ومنح ربانية أعظم من هذا.
فينبغي لكل مسلم يسعى إلى نيل شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ألا يفوت هذه الفرص اليومية، بل عليه أن يسعى إلى ينالها في الخمس مرات كل يوم وليلة، فهي الغنيمة الباردة.
فعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ». صحيح البخاري (614)
ياالله ما هذا الثواب الجميل، شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، اللهم اكتب لنا شفاعة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وحتى نفهم معنى هذا الدعاء الجميل والذكر الرائع، إليكم أحبتنا الكرام معنى كلماته الجميلة:
(الدعوة التامة) المراد ألفاظ الأذان يدعى بها إلى عبادة الله تعالى ووصفت بالتمام وهو الكمال لأنها التي لا يدخلها تغيير أو تبديل، ومعنى رب هذه الدعوة أنه صاحبها أو المتمم لها والمثيب عليها أحسن الثواب.
(القائمة) أي التي ستقوم.
(الوسيلة) قيل هي في اللغة المنزلة عند الملك. ولعلها في الجنة عند الله أن يكون كالوزير عند الملك، بحيث لا يخرج رزق ولا منزلة إلا على يديه وبواسطته، وهي ما يتقرب به إلى غيره.
(الفضيلة) المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ووالمراد هنا منزلة في الجنة لا تكن إلا لعبد واحد من عباد الله عز وجل.
(وعدته) أي بقوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} ( الإسراء 79).
(حلت) استحقت.
(شفاعتي) أي أن أشفع له بدخول الجنه، أو رفع درجاته حسبما يليق به.
اللهم اجعلنا من أهل شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم...
شارك الفائدة مع أحبابك، عسى أن يجمعنا المولى عز وجل بصحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة...