ثواب عظيم لصدقات يسيرة، بدون إنفاق مال!

هل تريد أن يكون لك كل يوم أجر صدقات عظيمة؟ هل تحب أن يكون لك جبال من الحسنات بأعمال يسيرة ثوابها كثواب الصدقات؟ إليك سبع صدقات لا تحتاج إلى مال للإنفاق، وإنما إخلاص في العمل ابتغاء مرضات الله.

فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ». سنن الترمذي (1956)، صحيح ابن حبان (529)، بسند صحيح.

فهذه أول صدقة لك، تبسمك في وجه أخيك، والمسلم الفطن الذكي هو من يجمع من هذه الصدقات كل يوم على قدر استطاعته.

(تبسمك في وجه أخيك) أي في الإِسلام. (لك صدقة) أي لك فيه أجر صدقة. ليهش إليه ويعلم صفاء قلبه له فإن سرور الوجه دليل ميل القلب.

قال المناوي: «تبسُّمك في وجه أخيك» أي في الإسلام، «لك صدقة» يعني: إظهارك له البَشَاشَة، والبِشْر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصَّدقة. قال بعض العارفين: التبسُّم والبِشْر من آثار أنوار القلب، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: 38، 39] قال ابن عيينة: والبَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن. فيض القدير (3/226).

(وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة) أي أمرك للغير بما عرفه الشارع وحسنه، ونهيك عما ذمه وقبحه صدقة. على المأمور والمنهي من الآمر والناهي.

(وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة) أي تعريفك إياه سبيله التي تهديه به من ضلالها صدقة، ويحتمل إرشادك إياه بتعليم أمر الدين في أرض لا معلم فيها بالخير فهي أرض ضلال، صدقة.

(وبصرك للرجل الرديء البصر) وهو من لا يبصر شيئًا، أو يبصر قليلًا، وهو من يتضرر من كل شيء ويعثر من كل نتؤ، فيحتاج إلي من يبصِّره.

(وإماطتك) أي إزالتك. (الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة) قيل أن الواو بمعنى أو، وأن إماطة كل واحد على انفراده صدقة، كما تدل له أحاديث آخر. وهذا العمل هو أقل درجات الأعمال ومع ذلك فأعظم بها من صدقة فقد غفر الله لمن جز غصن شوك عن الطريق.

(وإفراغك) أي صبك. (من دلوك في دلو أخيك) أي عند حاجته للماء، (لك صدقة) فَكَيْفَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِأَخِيكَ دَلْوٌ أَوْ أَعْطَيْتَهُ مَاءً مِنْ دَلْوِكَ. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1342).

فإذا عرفت هذا عرفت أنه تعالى قد وسع أنواع الصدقة حتى لا يختص بأجرها الأغنياء، بل قد وسع لأجرها بخصال سهلة وكلها عائدة إلى نفع الناس.
شارك الفائدة مع أحبابك وأهلك، واجعل لك نصيب من هذه الصدقات العظيمة...