
يوم الجمعة من أفضل الأيام عند الله، وخير ساعات يوم الجمعة ساعة الإجابة.
والمؤمن الفطن هو الذي لا يضيع أي مثل هذه الفرص أبداً وإنما يحرص على الاستفادة منها واستغلالها على أحسن ما يكون.
فما هو خير ما ندعو به في هذا اليوم المبارك؟ ومتى تكون ساعة الإجابة؟!
أما عن ساعة الإجابة يوم الجمعة فقد أخبرنا عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «في يوم الجمعة ساعة، لا يوافقها مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه» وقال بيده، قلنا: يقللها، يزهدها . رواه البخاري (935) ومسلم (852). وفي رواية عبدالله بن سلام أنه قال: «قلت: أي ساعة هي؟ قال: آخر ساعات النهار». سنن ابن ماجه (1139).
وخير ما ندعو به في هذه الساعة، هو ما أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم بصفة عامة، فقد أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» ، ثُمَّ أَتَاهُ الْغَدَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ». صحيح الأدب المفرد (637 /496).
وأتى رجل إلى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: «قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي «وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلَّا الْإِبْهَامَ» فَإِنَّ هَؤُلَاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ». صحيح مسلم (2697).
ولا ننسى كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم المبارك، فعن أوس بن أبي أوس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي». مسند أحمد (16162)، سنن ابن ماجه (1085)، سنن أبي داود (1047)، بسند صحيح.
فاليوم فيه فرص عظيمة لتحصيل الحسنات والإكثار من الطاعات...
فأكثر من الذكر والدعاء والصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم... ولا تنس أن تُذكر غيرك بهذا الخير العميم، فشارك الخير مع الغير...