
المداومة على الطاعة بعد رمضان:
أعمارنا تجري سريعًا، والعاقل من حافظ على وقته ولم يُفرط فيه، ومن أراد البركة في عمره، والربح في تجارته مع ربه، فعليه أن يكثر من الطاعات والعبادات؛ لذا نجد هناك من يسارع إلى صيام الست من شوال بعد يوم العيد ويبارد بالصيام، سعيًا في تحصيل ثوابها وتحقيق أجمل معانيها، والتي عنها عبر هذه الفائدة: أجمل معاني صيام الست من شوال.
أعظم عمل يعينك على الطاعة بعد رمضان:
ومن أيسر الطاعات التي لها ثواب كبير وأثر عظيم على النفس وأعظم ما يعينك على الطاعة والإكثار منها، الذكر، وهي العبادة التي ينبغي لك أن تواظب علها دائمًا؛ فالذكر من أعظم ما يعين على العبادة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» سنن الترمذي (3375)، بسند صحيح.
فمن أراد الاستزادة من الطاعات والمواظبة عليها، واغتنام الأوقات بعد رمضان بالطاعة، فليكثر من ذكر الله، وبفضل الله وفرنا لك بتطبيق المصلي، صحيح الأذكار من الكتاب والسنة، عبر نافذة الأذكار، فاجعل لك ورد يومي من ذكر الله.
طاعات يسيرة داوم عليها في يومك:
أولاً: القرآن:
أعطه من يومك على قدر استطاعتك (حزب، نصف حزب، جزء، أربعة أجزاء، وإن زدت فهو خير لك) أقرأ ما تيسر من أول النهار، بعد العصر، بعد المغرب، منتصف الليل، والأفضل أن تخصص للقرآن وقتًا معينًا لا يكون لغيره مهما كانت الظروف، ويمكنك الآن مع المصلي أن تعد لنفسك ختمة، يذكرك بها المصلي كل يوم في المواعيد التي تحددها؛ لتقرأ وردك في الوقت الذي تحب، فالقرآن سر نجاتك يوم القيامة، ويمكنك استشعار هذا المعنى عبر هذه الفائدة: أعظم الطاعات وأيسرها التي تنجيك يوم القيامة.
ثانيًا: القيام:
اجعل لك كل ليلة نصيب من قيام قل أو كثر، كن دائمًا مستحضرًا لذة القيام كما كنت في رمضان، وحلاوة المناجاة.
ثالثًا: صيام النوافل:
داوم على صيام الإثنين والخميس، أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، الأيام البيض (الثلاثة الوسطى)، أو متفرقات.
رابعًا: الصدقة:
اجعل لك صدقة يومية على قدر استطاعتك، ولو بمبلغ يسير، وإن لم يتوفر معك فتذكر قول النبي ﷺ: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ لَكَ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالَةِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ». صحيح ابن حبان بسند حسن (529).
هذه عبادات أربع لن يضيع معها طلبك وسعيك على رزقك وعلمك؛ بل هي من أعلى مراتب العلم والرزق، فلو أصبحت مشغولاً بإنجازها كل يوم، ستتعلم كيف تحافظ على وقتك، وألا تنفقه فيما لا يفيد، وإن وقفنا للمحافظة عليها إلى رمضان القادم، فإن لها أثر عظيم بفضل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29]
شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على هذا الخير العظيم!
شاركنا بالتعليقات أفكارك لما بعد رمضان.