
إن من أجَلّ الطاعات، وأعظم العبادات والقربات، التي يتقرب بها المسلم إلى ربه جَلَّ وعَلا: الدعاء؛ لما يتضمن منَ الاعتراف بعظمة البَارِي وقوته، وغِنَاه وقُدْرَتِه، ولما فيه من تذلل العبد وانكساره بين يدي خالقه جل وعلا.
وقد أمرنا الله بالدعاء، ووعدنا الإجابة، قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: 186].
لكن هناك موانع تمنع إجابة الدعاء، يجب على المسلم أن يحذر منها، حتى يستجيب الله لدعائه.
الأول: الدعاء بإثم وقطيعة رحم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم» صحيح مسلم (2735).
الثاني:الاستعجال في استجابة الدعاء، فإنَّ الله سبحانه أعلم بمصالح عباده، وما من داعٍ إلا ويستجاب له بأن يعطى سؤاله، أو يصرف عنه من الشر مثله، أو يدَّخر له في الآخرة؛ كما ثبت بذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولذلك نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عنِ الاستِعْجَالِ في الدُّعَاء.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ ما لم يَعْجَل، يقول دَعَوْتُ فلم يستجب لي». صحيح البخاري (6340)، صحيح مسلم (2735(.
الثالث: عدم اليقين بإجابة الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه». المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 670).
الرابع: أكل الحرام، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟». صحيح مسلم (2/ 703).
انشر الفائدة بين أهلك وأحبابك، وكن سببًا في إجابة دعائهم...
اكتب لنا بالتعليقات دعاء تلازمه دائمًا في صلاتك وخارجها....